للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي بن عبيد الله البغدادي التيمي [١] ، المعروف بابن المرستانية [٢] الفقيه الحنبلي الأديب المحدّث المؤرخ. كان يذكر أنه من ولد أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، ويذكر نسبا متصلا إليه، وذكر أنه ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وسمع الحديث من أبي المظفّر بن الشبلي، وابن البطي، وابن بندار، وشهدة، وغيرهم. وقرأ كثيرا على المشايخ المتأخرين بعدهم، وحصّل الأصول، وعني بهذا الفنّ، وتفقّه في المذهب، وصنّف كتابا سمّاه «ديوان الإسلام في تاريخ دار السلام» قسّمه ثلاثمائة وستين كتابا، وله غير ذلك.

قال ابن النجار: كان قد قرأ كثيرا من علم الطب، والمنطق، والفلسفة، وكانت بينه وبين عبيد الله بن يونس صداقة، فلما أفضت [٣] إليه الوزارة اختصّ به وقوي جاهه، وبنى دارا بدرب الشاكرية وسمّاها دار العلم، وجعل فيها [٤] خزانة كتب وأوقفها على طلاب العلم، ورتب ناظرا على أوقاف المارستان العضدي، فلم تحمد سيرته، فقبض عليه وسجن في المارستان مدة مع المجانين مسلسلا وبيعت داره [٥] دار العلم بما فيها من الكتب مع سائر أمواله وأطلق فصار يطبب الناس ويدور على المرضى في منازلهم، وصادف قبولا في ذلك فأثرى وعاد إلى حالة حسنة، وحصّل كتبا كثيرة، وكان القبض عليه بعد عزل ابن يونس والقبض عليه، وتتبع أصحابه.

وفي تلك الفتنة كانت محنة ابن الجوزي أيضا. وبالغ ابن النجار في الحطّ عليه بسبب ادعائه النسب إلى أبي بكر الصّدّيق ونسبه إلى أنه روى عن


[١] تحرفت في «ط» إلى «التميمي» .
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٤٤٢- ٤٤٦) .
[٣] في «ط» : «أفضيت» .
[٤] في «آ» و «ط» : «وحصل فيه» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٥] لفظة «داره» لم ترد في «ذيل طبقات الحنابلة» الذي بين يدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>