للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّهرزوري، وسمع منهما ومن الأرموي. وأقرأ القراءات، وكان ديّنا صالحا، توفي في ربيع الأول.

وفيها ابن السّاعاتي الشاعر المفلق بهاء الدّين علي بن محمد بن رستم [١] ، صاحب ديوان الشعر.

قال ابن خلّكان: له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كلّ الإجادة، وآخر لطيف سماه «مقطّعات النّيل» نقلت منه:

لله يوم في سيوط وليلة ... صرف الزّمان بأختها لا يغلط

بتنا وعمر اللّيل في غلوائه ... وله بنور البدر فرع أشمط

والطّلّ في سلك الغصون كلؤلؤ ... رطب يصافحه النّسيم فيسقط

والطّير يقرأ والغدير صحيفة ... والرّيح يكتب والغمام ينقّط [٢]

وهذا تقسيم بديع.

ونقلت منه أيضا:

ولقد نزلت بروضة حزنيّة [٣] ... رتعت نواظرنا [٤] بها والأنفس

وظللت أعجب حيث يحلف صاحبي ... والمسك من نفحاتها [٥] يتنفّس

ما الجوّ إلّا عنبر والدّوح إلّا ... جوهر والرّوض إلّا سندس

سفرت شقائقها فهمّ الأقحوا ... ن بلثمها فرنا إليه النّرجس

فكأنّ ذا خدّ وذا ثغر يحا ... وله وذا أبدا عيون تحرس


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٩٥- ٣٩٧) و «العبر» (٥/ ١١) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٧١- ٤٧٢) .
[٢] كذا في «آ» و «ط» و «سير أعلام النبلاء» : «ينقّط» وفي «وفيات الأعيان» : «تنقط» .
[٣] في «آ» و «ط» و «المنتخب» : «خزية» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٤] في «آ» و «ط» : «نواظرها» والتصحيح من «المنتخب» و «وفيات الأعيان» .
[٥] في «ط» : «نفحائها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>