للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البغدادي البدري، الزاهد الحنبلي، المعروف بابن الحبير [١] .

ولد في محرم سنة أربعين وخمسمائة، وسمع الحديث من ابن ناصر، وأبي الوقت، وغيرهما. وتفقّه في المذهب، وكان يسافر في التجارة إلى الشام ثم انقطع في بيته بالبدرية محلّة من محال بغداد الشرقية. وكان كثير العبادة، حسن الهيئة والسمت، كثير الصلاة والصيام والتنسك، ذا مروءة وتفقد للأصحاب وتودّد إليهم، وانتفع به جماعة من مماليك الخليفة، وبنيت له دكّة [٢] في آخر عمره لقراءة الحديث عليه. وتوفي في يوم الاثنين ضحى تاسع عشري ذي الحجّة، ودفن بباب حرب.

وكان له ابن [٣] يقال له: أبو بكر محمد، كان فقيها فاضلا في المذهب، فانتقل إلى مذهب الشافعيّ لأجل الدّنيا، وولي القضاء وقيلت فيه الأشعار.

قاله ابن رجب [٤] .


[١] انظر «تكملة الإكمال» لابن نقطة (٢/ ١٢) و «تاريخ الإسلام» (٦١/ ٢٦٤) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٦٢- ٦٣) .
قال ابن رجب: و «الحبير» بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف، وبالراء المهملة.
وقال ابن نقطة: أوله حاء مهملة مضمومة، تصغير حبر.
[٢] في «آ» و «ط» : «وثبتت له ذكر» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف، وجاء في الخبر عنده أيضا: «بأمر الخليفة بجامع القصر» .
قال ابن منظور في «لسان العرب» : والدّكّة، بناء يسطّح أعلاه.
[٣] لفظة «ابن» سقطت من «آ» .
[٤] قلت: وفي هذه السنة أيضا توفي الوجيه أبو الفتوح ناصر بن أبي الحسن علي بن خلف الأنصاري، المعروف بابن صورة. كان سمسار الكتب بمصر، وله في ذلك حظّ كبير، وكان يجلس في دهليز داره لذلك، ويجتمع عنده في يومي الأحد والأربعاء أعيان الرؤساء والفضلاء ويعرض عليهم الكتب التي تباع، ولا يزالون عنده إلى انقضاء وقت السوق، فلما مات السّلفيّ سار إلى الإسكندرية لبيع كتبه. مات في السادس عشر من شهر ربيع الآخر، سنة سبع وستمائة بمصر، ودفن بقرافتها، رحمه الله تعالى. انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ٢٠١) و «وفيات الأعيان» (١/ ١٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>