للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبوه، وأخواه أبو نصر وأبو المظفّر. وسمع أبو المعالي من أبي القاسم إسماعيل بن الفضل الجرجاني وغيره، وصنّف كتاب «التذكرة» وهو من أحسن المجاميع، يشتمل على التاريخ، والأدب، والنوادر، والأشعار، لم يجمع أحد من المتأخرين مثله، وهو مشهور بأيدي النّاس، كثير الوجود، وهو من الكتب الممتعة.

ذكره العماد الكاتب الأصبهاني في «الخريدة» فقال: كان عارض العسكر المقتفوي [١] ثم صار صاحب ديوان الزّمان المستنجدي، وهو كلف باقتناء الحمد وابتناء المجد، وفيه فضل ونبل، وله على أهل الأدب ظل وأكفّ [٢] . وألّف كتابا سمّاه «التذكرة» وجمع فيه الغثّ والسمين، والمعرفة والنكرة، فوقف الإمام المستنجد [٣] على حكايات ذكرها نقلا من التواريخ، توهم في الدولة غضاضة، فأخذ من دست منصبه وحبس، ولم يزل في نصبه إلى أن رمس، وذلك في أوائل سنة اثنتين وستين وخمسمائة.

وأورد له:

يا خفيف الرّأس والعقل معا ... وثقيل الرّوح أيضا والبدن

تدّعي أنّك مثلي طيّب ... طيّب أنت ولكن بلبن [٤]

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا، فانظر التناقض بين كلامه وكلام «العبر» .

وفيها أسباه مير بن محمد بن نعمان الجيلي، الفقيه الحنبلي، أبو


[١] في «آ» و «ط» : «المقتدي» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٢] لفظة «وأكف» لم ترد في «ط» و «وفيات الأعيان» .
[٣] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «المستنجدي» والتصحيح من «وفيات الأعيان» ، وهو الخليفة العبّاسي المستنجد بالله أبو المظفّر يوسف بن المقتفي المتوفى سنة (٥٦٦ هـ) . انظر «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (٤٤٢- ٤٤٣) .
[٤] علق الصفديّ على ذلك بقوله: يريد أنه قرع.

<<  <  ج: ص:  >  >>