للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلاف، وتوفي يوم الأربعاء سلخ رمضان ببغداد وقد ناطح السبعين، ودفن بباب حرب.

وفيها أبو العشائر بن التّلولي [١] محمد بن علي بن محمد بن كرم السّلامي المعدّل. سمع من ابن البطّي وجماعة، وتفقّه في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقرأ طرفا من العربية على ابن الخشّاب، وشهد عند قاضي القضاة العبّاسي، وكان يؤم بمسجد بالجانب الغربي من بغداد. حدّث وسمع منه قوم من الطلبة، وكان غاليا في التسنن، حتى إنه يقول أشياء لا يلزمه التلفظ بها.

منها: أن بلالا خير من موسى بن جعفر ومن أبيه، وكان ذلك في وزارة القميّ الشيعي فنفاه إلى واسط، وكان ناظرها غاليا في التشيّع، فأخذه وطرحه في مطمورة إلى أن مات بها وانقطع خبره في هذه السنة، رحمه الله تعالى.

وفيها صاحب المغرب السلطان الملك الناصر الملقب بأمير المؤمنين أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي [٢] وأمّه أمة روميّة، وكان أشقر أشهل أسيل الخدّ [٣] ، حسن القامة، طويل الصمت، كثير الإطراق، بعيد الغور، ذا شجاعة وحلم، وفيه بخل بيّن.

تملّك بعد أبيه في صفر، سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ووزر له غير واحد، منهم أخوه إبراهيم، وكان أولى بالملك منه.

وفي سنة تسع وتسعين سار ونزل على مدينة فاس، وكان قد أخذها منهم ابن غانية فظفر جيشه بابن غانية عبد الله بن إسحاق بن غانية متولّي


[١] تصحفت في «آ» و «ط» إلى «البلوي» والتصحيح من «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٨٣) وجعله في وفيات سنة (٦١١) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٦٨) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣٦- ٣٨) و «تاريخ الإسلام» (٦١/ ٣٤١- ٣٤٤) .
[٣] في «تاريخ الإسلام» : «أسيل الخدّين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>