للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهاجمة، ولا لهم زرديّات ولا عدد جيدة [١] . ثم إنه كان يقتل بعض القبيلة ويستخدم باقيها، ولم يكن فيه شيء من المداراة ولا التؤدة لا لجنده ولا لعدوّه، وتحرّش بالتتار وهم يغضبون على من يرضيهم، فكيف بمن يغضبهم ويؤذيهم، فخرجوا عليه وهم بنو أب وأولو كلمة مجتمعة وقلب واحد ورئيس مطاع، فلم يمكن أن يقف مثل خوارزم شاه بين أيديهم، ولكل أجل كتاب، فطووا الأرض، وكلّت أسلحتهم وتكلكلت أيديهم مما قتلوا من النساء والأطفال، فضلا عن الرجال، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. ٢: ١٥٦ قال ابن الأثير [٢] : والتتار نوع من التّرك يسجدون للشمس عند شروقها، ويأكلون لحم بني آدم والدواب لا غير، ويأتي المرأة غير واحد، فإذا جاءت بولد لا يعرف من أبوه. ومساكنهم جبال طغماج [٣] من نحو الصين.

ملكوا الدّنيا في سنة واحدة. دوابهم التي تحمل أثقالهم تحفر الأرض وتأكل شروش العشب [٤] ولا تعرف الشعير.

وفيها توفي قاضي القضاة زكي الدّين [الطّاهر] بن قاضي القضاة محيي الدّين محمد بن الزّكي القرشي الدمشقي [٥] . ولي قبل ابن الحرستاني، ثم بعده، وكان ذا هيبة وحشمة وسطوة، وكان الملك المعظّم يكرهه. فاتفق أن زكي الدّين طالب جابي العزيزيّة [٦] بالحساب، فأساء الأدب


[١] في «العبر» بطبعتيه: «ولا عدد جند» .
[٢] انظر «الكامل» لابن الأثير (١٢/ ٣٦٠) وقد نقل عنه بتصرف واختصار.
[٣] طغماج: مدينة مشهورة كبيرة من بلاد الترك ذات قرى كثيرة. انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص (٤١١) .
[٤] في «الكامل» لابن الأثير: «وتأكل عروق النبات ... » .
[٥] انظر «العبر» (٥/ ٦٧) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣٠٢- ٣٠٤) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.
[٦] العزيزية: من مدارس الشافعية التي كانت قديما بدمشق الشام. انظر «الدارس في تاريخ المدارس» للنعيمي (١/ ٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>