للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ترعة، فبثق المسلمون عليها النيل، فلم يبق لهم وصول إلى دمياط، وجاء الأسطول فأخذوا مراكب الفرنج، وكانوا مائة كند [١] وثمانمائة فارس، فيهم صاحب عكا وخلق من الرجّالة، فلما عاينوا الخذلان تطلبوا الصلح على أن يسلّموا دمياط إلى الكامل، فأجابهم، ثم جاءه أخواه بالعساكر في رجب، فعمل سماطا عظيما، وأحضر ملوك الفرنج وأنعم عليهم، ووقف في خدمته المعظّم والأشرف، وكان يوما مشهودا، وقام راجح الحلّي [٢] فأنشد قصيدة منها:

ونادى لسان الكون في الأرض رافعا ... عقيرته في الخافقين ومنشدا

أعبّاد عيسى إن عيسى وحزبه ... وموسى جميعا ينصران محمّدا

وأشار إلى الإخوة الثلاثة.

وفيها توفي الشيخ الزاهد القدوة نجم الدّين أبو الجناب الخيوقي أحمد بن عمر بن محمد [٣] الصوفي المحدّث، شيخ خوارزم، ويقال له الكبرى. رحل [إلى] الأقطار راكبا وماشيا، وأدرك من المشايخ ما لا يحصى كثرة، ولبس خرقة التصوف النهر جورية من الشيخ إسماعيل القصري والسّهروردية للتبرك من الشيخ أبي ناصر عمّار بن ياسر، وسبق أقرانه في صغره إلى فهم المشكلات والغوامض، فلقبوه الطّامة الكبرى، ثم كثر استعماله، فحذفوا الطّامة وأبقوا الكبرى [٤] .

وخيوق المنسوب إليها من قرى خوارزم.


[١] جاء في حاشية «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٥٥) ما نصه: الكند: هو الكونت، ويجمعها المؤرخون المسلمون آنذاك على كنود.
[٢] سترد ترجمته في ص (٢١٧) من هذا المجلد.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٧٣) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣٥٣- ٣٥٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ١١١- ١١٤) و «غربال الزمان» ص (٥٠١- ٥٠٢) .
[٤] وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٦٢/ ٣٥٣) : سمعت أبا العلاء الفرضي يقول: إنما هو نجم الكبراء، ثم خفّف وغيّر، وقيل: نجم الدّين الكبرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>