للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أبي الفتح بن شاتيل وخلق، وبالغ في الطلب، وارتحل فيه إلى الشام، والجزيرة، ومصر، والعراق، وخراسان، وما وراء النهر، وخوارزم، وتفقه في المذهب، وتكلّم في مسائل الخلاف. وحدّث ببغداد ودمشق وغيرهما.

قال ابن النجار: كان مليح الخطّ، صحيح النقل والضبط، حافظا، متقنا، ثقة، صدوقا، له النظم والنثر الجيد. كان من أكمل الناس ظرفا ولطفا، وحسن خلق، وطيب عشرة وتواضع، وكمال مروءة، ومسارعة إلى قضاء حوائج الإخوان.

ومن شعره:

سلوا فؤادي هل صفا شربه ... منذ [١] نأيتم عنه أو راقا؟

وهل يسلّيه إذا غبتم ... إن أودع التسليم أوراقا؟

قتل شهيدا في فتنة التتار بخراسان.

وفيها أبو القاسم عبد الغني بن قاسم بن عبد الرزاق بن عيّاش الهلباوي المقدسي الأصل المصري [٢] ، الفقيه الحنبلي الزاهد.

سمع بمصر من البوصيري وغيره، وتفقّه في المذهب، وانقطع إلى الحافظ عبد الغني [٣] ولازمه، وكتب عنه كثيرا من مصنّفاته وغيرها. ذكر ذلك المنذري. وقال: سمع معنا من جماعة من شيوخنا، وصحب جماعة من المشايخ، وكان صالحا مقبلا على مصالح نفسه، منفردا، قانعا باليسير، يظهر التجمل مع ما هو عليه من الفقر، وحدّث.

وتوفي ليلة ثامن عشر صفر ودفن من الغد بسفح المقطّم.


[١] في «آ» و «ط» : «مذ» وما أثبتناه يقتضيه الوزن.
[٢] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٣٥) و «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٣٦٥) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ١٢٣- ١٢٤) وقد تحرفت «الهلباوي» فيه إلى «الهناوي» .
[٣] يعني المقدسي كما جاء مبينا في «التكملة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>