للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن غنيمة: ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلّا الموفق.

وقال أبو عمرو بن الصلاح: ما رأيت مثل الشيخ الموفق.

وقال الشيخ عبد الله اليونيني: ما أعتقد أن شخصا ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصّل بها الكمال سواه، فإنه- رحمه الله- كان إماما كاملا في صورته ومعناه، من الحسن، والإحسان، والحلم، والسؤدد، والعلوم المختلفة، والأخلاق الحميدة، والأمور التي ما رأيتها كملت في غيره. وقد رأيت من كرم أخلاقه وحسن عشرته، ووفور حلمه، وكثرة علمه، وغزير فضله وفطنته [١] ، وكمال مروءته، وكثرة حيائه، ودوام بشره، وعزوف نفسه عن الدّنيا وأهلها، والمناصب وأربابها، ما قد عجز عنه كبار الأولياء، فإن رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- قال: «ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة أفضل من أن يلهمه ذكره» [٢] فقد ثبت بهذا أن إلهام الذكر أفضل [من] الكرامات، وأفضل الذكر ما يتعدى نفعه إلى العباد، وهو تعليم العلم والسّنّة، وأعظم من ذلك وأحسن ما كان جبلّة وطبعا، كالحلم، والكرم، والفضل [٣] ، والعقل، والحياء، وكان قد جبله الله على خلق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغا، وأسبغ عليه النّعم، فلطف به في كل حال.

وقال ابن رجب: كان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، لا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات، ويأمر بالإقرار والإمرار لما جاء في


[١] في «ط» : «وغزير فطنته» .
[٢] ذكره الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (٢/ ٤٠٠) من رواية ابن أبي الدنيا عن أبي ذرّ رضي الله عنه بلفظ «ما من يوم وليلة إلا ولله عز وجل فيه صدقة يمنّ بها على من يشاء من عباده، وما من الله على عبد بأفضل من أن يلهمه ذكره» وصدّره بلفظ روي، وهذا دليل على ضعفه كما ذكر في مقدمته للكتاب، فهو حديث ضعيف.
وهو قطعة من حديث أبي ذر ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٢/ ٢٣٦- ٢٣٧) وقال:
رواه البزّار وفيه حسين بن عطاء، ضعّفه أبو حاتم وغيره، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال:
يخطئ ويدلس.
[٣] لفظة «والفضل» لم ترد في «ذيل طبقات الحنابلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>