للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو المظفّر [١] : كان زاهدا، عابدا، ورعا، منقطعا إلى العلم والعبادة، حسن الأخلاق، قليل الرغبة في الدّنيا.

وقال عمر بن الحاجب: صنّف في الفقه والحديث مصنفات، وتفقه عليه جماعة، منهم: عز الدّين بن عبد السلام، وكان إماما، زاهدا، ثقة، كثير التهجد، غزير الدمعة، حسن الأخلاق، كثير التواضع، قليل التعصب. سلك طريق أهل اليقين، وكان يطرّح التكلف، وعرضت عليه مناصب ولايات دينية فأباها. توفي في رجب، ودفن بطرف مقابر الصوفية الشرقي مقابل قبر ابن الصّلاح، جوار تربة شيخه القطب.

وفيها الأمير مبارز الدّين سنقر الصّلاحي [٢] . كان مقيما بحلب، ثم انتقل إلى ماردين، فخاف منه الأشرف وشكا حاله للمعظّم، فخدعه ووعده بأن يوليه مهما اختار، وجهّز إليه ابنه، فحضر إلى الشام، فالتقاه المعظم ولم ينصفه، وتفرّق عنه أصحابه، فمرض من شدة غبنه ونزل في دار شبل الدولة بالصالحية، ومات غبنا، فقام شبل الدولة بأمره أحسن قيام، واشترى له تربة على رأس زقاق الخانقاه عند المصنع ودفنه بها، وكان المبارز محبّبا إلى الناس ولم يكن في زمنه أكرم منه.

وفيها محمد [بن سليمان] بن قتلمش السّمرقندي [٣] . كان حاجبا للخليفة، وبرع في علم الأدب، وكان مغرى بالنرد والقمار.


[١] يعني سبط ابن الجوزي.
[٢] انظر «تاريخ الإسلام» (٦٢/ ٤٣٢) .
[٣] انظر «معجم الأدباء» (١٨/ ٢٠٥- ٢٠٦) و «المحمدون من الشعراء وأشعارهم» بتحقيق صديقي العزيز الأستاذ رياض عبد الحميد مراد، مصورة دار ابن كثير، و «الوافي بالوفيات» (٣/ ١٢٥) وما بين الحاصرتين مستدرك منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>