للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان جبّارا عنيدا. حجّ مرّة، فكان يرمى بالبندق، وكان غلمانه يدخلون الحرم، ويضربون الناس بالسيوف، ويقولون: مهلا فإن الملك نائم سكران.

ونادى مرّة في بلاد اليمن: من أراد السّفر من التجار إلى الدّيار المصرية والشامية صحبة السلطان فليتجهز، فجاء التجار من السّند والهند بأموال الدنيا والجواهر، ولما تكاملت المراكب بزبيد قال: اكتبوا لي بضائعكم لأحميها من الزكاة، فكتبوها له، فصار يكتب لكل تاجر برأس ماله إلى بعض بلاد اليمن، ويستولي على ماله، فاستغاثوا وقالوا: فينا من له عن أهله سنين، فلم يلتفت إليهم، فقالوا: خذ مالنا وأطلقنا، فلم يلتفت إليهم أيضا، فعبّأ ثقله في خمسمائة مركب ومعه ألف خادم ومائة قنطار عنبر، وعود ومسك، ومائة ألف ثوب، ومائة صندوق أموال وجواهر، وركب الطريق إلى مكة، فمرض مرضا مزمنا، فوصل إلى مكّة وقد أفلج ويبست يداه ورجلاه، ورأى في نفسه العبر، ثم مات فدفنوه في المعلّى، وضرب الهواء بعض المراكب فرجعت إلى زبيد، فأخذها أصحابها.

وفيها نجم الدّين يعقوب بن صابر المنجنيقي [١] . كان فاضلا أديبا شاعرا. برع على أهل صناعته في علم المنجنيق.

ومن شعره:

[و] كنت [٢] سمعت أن النّجم عند اس ... تراق السّمع يقذف بالرّجوم

فلمّا أن علوت وصرت نجما ... رجمت بكلّ شيطان رجيم


[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣/ ٢٤٢) و «وفيات الأعيان» (٧/ ٣٥- ٤٦) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٠٩- ٣١٠) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٢٤٨- ٢٤٩) و «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد» ص (٤٤٠- ٤٤١) طبع مؤسسة الرسالة.
[٢] أضفنا الواو لضرورة الوزن.

<<  <  ج: ص:  >  >>