للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن شاهنشاه بن أيوب بن شادي [١] ، صاحب بعلبك. تملّكها بعد والده خمسين سنة، وكان جوادا [٢] كريما شاعرا محسنا، قتله مملوك له جميل بدمشق في شوال. وسببه أنه سرقت له دواة من ذهب تساوي مائتي دينار، فظهرت عند هذا المملوك، فحبسه في خزانة في داره، فلما كان ليلة الأربعاء ثامن شوال فتح الخزانة بسكين كانت معه قلع بها رزة الباب، وأخذ سيف الأمجد، وكان يلعب بالشطرنج، فضربه فحلّ [٣] كتفه، وطعنه بالسيف في خاصرته فمات، وهرب المملوك، فثارت عليه المماليك وقتلوه، ودفن الأمجد بتربة أبيه على الشرف الشمالي.

ومن شعره في مليح يقطع بانا:

من لي بأهيف قال حين عتبته ... في قطع كلّ قضيب بان رائق

تحكي شمائله الرّشاق إذا انثنى ... ريّان بين جداول وحدائق:

سرقت غصون البان لين معاطفي ... فقطعتها والقطع حدّ السّارق

ورؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال:

كنت من ذنبي على وجل ... زال عنّي ذلك الوجل

أمنت نفسي بوائقها ... عشت لمّا متّ يا رجل

وفيها جلدك التقويّ الأمير [٤] . ولي نيابة الإسكندرية، وسدّ [٥] الدّيار


[١] انظر «مرآة الزمان» (٨/ ٤٤١- ٤٤٢) و «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٥٣) و «تاريخ الإسلام» (٦٣/ ٢٨١- ٢٨٢) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٢٧٥- ٢٧٦) وأورد له أبياتا أخرى من شعره يحسن بالقارئ الوقوف عليها.
[٢] تحرفت في «ط» إلى «جودا» .
[٣] في «آ» و «ط» : «حل» وما أثبته من «مرآة الزمان» .
[٤] انظر «فوات الوفيات» (١/ ٣٠٠- ٣٠١) و «العبر» (٥/ ١١١) و «الوافي بالوفيات» (١١/ ١٧٤- ١٧٥) .
[٥] في «العبر» بطبعتيه: «وشدّ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>