للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان فقيها، فاضلا، ديّنا، خيّرا، حسن الأخلاق، متواضعا. وحدّث ببغداد، ودمشق، وحلب، وغيرها من البلاد. وسمع منه أمم، وروى عنه خلق كثير من الحفّاظ وغيرهم، منهم الدّبيثي، والضياء. وآخر من حدّث عنه أبو العبّاس الحجّار الصّالحي. سمع منه «صحيح البخاري» وغيره، وتوفي ثالث عشري صفر ببغداد.

وفيها العلبي زكريا بن علي بن حسّان بن علي أبو يحيى البغدادي الصّوفي [١] . روى عن أبي الوقت [السّجزي] وغيره، وكان عامّيّا. مات في ربيع الأول.

وفيها السّيف الآمدي أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد الحنبلي ثم الشافعي [٢] المتكلم العلّامة، صاحب التصانيف العقلية.

ولد بعد الخمسين بآمد، وقرأ القراءات والفقه، ودرس على ابن المنّي، وسمع من ابن شاتيل، ثم تفقه للشافعي على ابن فضلان، وبرع في الخلاف، وحفظ طريقة أسعد الميهني، وقيل: إنه حفظ «الوسيط» للغزالي، وتفنن في علم النظر، والكلام، والحكمة، وكان [ذكيا] [٣] من أذكياء العالم.

أقرأ بمصر مدة، فنسبوه إلى دين الأوائل، وكتبوا محضرا بإباحة دمه، فلما رأى بعضهم ذلك الإفراط وقد حمل المحضر إليه ليكتب كما كتبوا، كتب:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... والقوم أعداء له وخصوم


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٢٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٥٩- ٣٦٠) .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٩٣- ٢٩٤) و «العبر» (٥/ ١٢٤- ١٢٥) و «المختصر في أخبار البشر» (٢/ ١٥٥- ١٥٦) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٣٠٦- ٣٠٧) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ١٣٧- ١٣٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٩٩- ١٠١) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٢٨٥) .
[٣] لفظة «ذكيا» لم ترد في «ط» وانفردت بها «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>