وقال ابن العماد: تفرّد في الدّنيا بعلو الإسناد، مع الحفظ والاستبحار في الحديث وفنونه.
وقال ابن كثير: قال الخطيب البغدادي: كان أبو نعيم يخلط المسموع له بالمجاز، ولا يوضّح أحدهما من الآخر.
وقال أيضا: قال عبد العزيز النّخشبي: لم يسمع أبو نعيم «مسند الحارث بن أبي أسامة» من أبي بكر بن خلّاد بتمامه، فحدّث به كله.
وقال ابن الجوزي: سمع الكثير، وصنّف الكثير، وكان يميل إلى مذهب الأشعري في الاعتقاد ميلا كثيرا.
توفي في الثامن والعشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة.
قلت: وقد قامت شهرة الرجل على كتابه الكبير الشهير «حلية الأولياء» الذي قال فيه ابن ناصر الدّين: لما صنّف [أبو نعيم] كتاب «الحلية» حملوه إلى نيسابور، فبيع بأربعمائة دينار.
وقال ابن كثير: دلّت «حلية الأولياء» على اتساع روايته، وكثرة مشايخه، وقوة اطّلاعه على مخارج الحديث، وشعب طرقه.
وقد طبعت «الحلية» منذ عهد بعيد طبعة تجارية تفتقر إلى التحقيق والتخريج والإخراج اللائق بها، وقد صوّرت تلك الطبعة مرات كثيرة فيما بعد.
وأما كتابه «دلائل النبوّة» فقد طبع مرتين، الأولى طبعة تجارية في مجلد واحد، والثانية علمية جيدة، تولى تحقيقها الدكتور محمد رواس قلعجي، وخرّج أحاديثها الأستاذ عبد البرّ عباس، وقد صدرت مصوّرة جديدة عن هذه الطبعة عن دار ابن كثير بدمشق، والمكتبة العربية بحلب.
وأما كتابه «معرفة الصحابة» فهو مخطوط، قال الزركلي: بقيت منه مخطوطة في مجلدين، عليها قراءة سنة (٥٥١ هـ) في مكتبة أحمد الثالث بطوبقبو سراي باستانبول رقم (٤٩٧) كما في مذكرات الميمني.