للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي طالب بن دلف بن القاسم البغدادي [١] الحنبلي، المقرئ الناسخ الخازن.

ولد سنة إحدى أو اثنتين وخمسين وخمسمائة. وقرأ بالرّوايات الكثيرة على أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري وغيره، وسمع الحديث من أبي علي الرّحبي وغيره، وكتب الكثير بخطّه الحسن لنفسه وللناس، وشهد عند الرّيحاني زمن الناصر، وكان الخليفة الناصر أذن لولده الظّاهر برواية «مسند الإمام أحمد» عنه بالإجازة، وأذن لأربعة من الحنابلة بالدخول إليه للسماع، عبد العزيز هذا منهم، فحصل له به أنس، فلما أفضت إليه الخلافة ولّاه النظر في ديوان التركات الحشرية، فسار فيها أحسن سيرة، وردّ تركات كثيرة على الناس.

قال النّاصح بن الحنبلي [٢] : كان إماما في القراءة، وفي علم الحديث.

سمع الكثير، وكتب بخطه الكثير، وهو يصوم الدّهر، لقيته ببغداد في المرتين.

وقال ابن النجار: كان كثير العبادة، دائم الصوم والصلاة وقراءة القرآن مذ كان شابا، وإلى حين وفاته. وكان مسارعا إلى قضاء حوائج الناس والسعي بنفسه إلى دور الأكابر في الشفاعات وفكّ العناة، وإطلاق المعتقلين بصدر منشرح وقلب طيب، وكان محبا لإيصال الخير إلى الناس ودفع الضرّ عنهم، كثير الصدقة والمعروف، والمواساة بماله حال فقره وقلّة ذات يده وبعد يساره وسعة ذات يده. وكان على قانون واحد في ملبسه لم يغيره، وكان ثقة،


[١] انظر «التكملة لوفيات النقلة» (٣ ك ٥٢٦) و «تاريخ الإسلام» (٦٤/ ٣١٣- ٣١٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٤٤- ٤٦) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٤) .
[٢] في «الاستسعاد بمن لقيته من صالحي العباد في البلاد» وترجمته في القسم المنشور منه ضمن كتاب «شذرات من كتب مفقودة في التاريخ» ص (١٩٠) استخراج وتحقيق الدكتور إحسان عبّاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>