للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاح الدّين. وكان يومئذ شابا، فاستوزره ولده الملك الأفضل نور الدّين علي، وحسنت حاله عنده.

ولما توفي صلاح الدّين، واستقلّ ولده الأفضل بمملكة دمشق، استقلّ ضياء الدّين بالوزارة وردّت إليه أمور الناس، وصار الاعتماد في جميع الأحوال عليه، ولما أخذت دمشق من الملك الأفضل وانتقل إلى صرخد، وكان ضياء الدّين قد أساء العشرة على أهلها، فهمّوا بقتله، فأخرجه الحاجب محاسن بن عجم [مستخفيا] [١] في صندوق.

ولما استقرّ الأفضل في سميساط عاد إلى خدمته، وأقام عنده مدة، ثم فارقه واتصل بخدمة أخيه الملك الظاهر صاحب حلب، فلم يطل مقامه عنده، فخرج مغاضبا [٢] وعاد إلى الموصل، فلم يستقر حاله، فورد إربل فلم يستقم حاله، فسافر إلى سنجار ثم عاد إلى الموصل واتخذها دار إقامته [٣] .

ولقد ترددت إلى الموصل من إربل أكثر من عشر مرّات، وهو مقيم بها، وكنت أودّ الاجتماع به لآخذ عنه شيئا، لما [٤] كان بينه وبين الوالد من المودة الأكيدة، فلم يتفق ذلك.

ولضياء الدّين من التصانيف الدّالة على غزارة فضله وتحقيق نبله، كتابه الذي سمّاه «المثل السائر» في أدب الكتاب والشاعر، وهو في مجلدين.

جمع فيه فأوعب [٥] ، ولم يترك شيئا يتعلق بفنّ الكتابة إلّا ذكره. ولما فرغ من تصنيفه كتبه الناس عنه، ومحاسنه كثيرة.


[١] مستدركة من «وفيات الأعيان» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «مغضبا» .
[٣] كذا في «ط» و «وفيات الأعيان» : «دار إقامته» وفي «آ» : «دار إقامة» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «ولمّا» والصواب ما في كتابنا.
[٥] في «آ» و «ط» : «فأوعى» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>