للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: شرط الكامل، الإحسان إلى أعدائه وهم لا يشعرون، تخلّقا بأخلاق الله، فإنه دائم الإحسان إلى من سمّاهم أعداءه، مع جهل الأعداء به.

وقال: شرط الشيخ أن يكون عنده جميع ما يحتاجه المريد في التربية لا ظهور كرامة، ولا كشف باطن المريد.

وقال: الشفقة على الخلق أحقّ بالرّعاية من الغيرة في الله، لأن الغيرة لا أصل لها في الحقائق الثبوتية، لأنها من الغيرية، ولا غيرية هناك وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ٨: ٦١ [الأنفال: ٦١] وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ٤٢: ٤٠ [الشّورى: ٤٠] فجعل القصاص سيئة، أي أن ذلك الفعل سيء مع كونه مشروعا، وكل ذلك تعظيما لهذه النشأة التي تولى الحقّ خلقها بيده، واستخلفها في الأرض، وحرّم على عباده السّعي في إتلافها بغير إذنه.

وقال: الصّوفي، من أسقط الياءات الثلاث، فلا يقول: لي، ولا عندي، ولا متاعي، أي لا يضيف لنفسه شيئا.

وقال: «الدّعاء مخّ العبادة» [١] وبالمخ تكون القوة للأعضاء، فلذا تتقوى به عبادة العابدين.

وقال: تحفّظ من لذّات الأحوال، فإنها سموم قاتلة، وحجب مانعة.

وقال: لا يغرنّك إمهاله [٢] ، فإن بطشه شديد، والشقيّ من اتّعظ بنفسه.


[١] رواه الترمذي رقم (٣٣٦٨) في الدعوات. باب ما جاء في فضل الدعاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وفي سنده عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف. ويغني عنه حديث «الدّعاء هو العبادة» من حديث النّعمان بن بشير رضي الله عنه، رواه الترمذي رقم (٣٣٦٩) في الدعوات: باب رقم (٢) وابن ماجة رقم (٣٨٢٨) في الدعاء: باب فضل الدعاء، وهو حديث صحيح.
[٢] يعني الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>