للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد في صفر سنة ست وخمسين وخمسمائة، وسمع من أبي زرعة المقدسي، وأحمد بن المقرّب، وجماعة، وتوفي في السابع والعشرين من ذي الحجّة.

وفيها ابن النجّار الحافظ الكبير محبّ الدّين أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن البغدادي [١] صاحب «تاريخ بغداد» [٢] .

ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع من ذاكر بن كامل، وابن بوش، وابن كليب. ورحل إلى أصبهان، وخراسان، والشام، ومصر، وكتب ما لا يوصف. وكان ثقة متقنا، واسع الحفظ، تامّ المعرفة بالفنّ. قاله في «العبر» .

وقال ابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية» : كان شافعي المذهب وأول سماعه وهو ابن عشر سنين، وطلب بنفسه وهو ابن خمس عشرة، وسمع الكثير، وقرأ بالسبع على أبي أحمد بن سكينة، ورحل رحلة عظيمة إلى الشام، ومصر، والحجاز، وأصبهان، وحرّان، ومرو، وهراة، ونيسابور.

واستمر في الرحلة سبعا وعشرين سنة. وكتب عمّن دبّ ودرج، وعمّن نزل وعرج. وعني بهذا الشأن عناية بالغة، وكتب الكثير وحصّل وجمع.

قال الذهبي: كان إماما، ثقة، حجّة، مقرئا، مجوّدا، كيسا، متواضعا، ظريفا، صالحا، خيّرا، متنسكا، أثنى عليه ابن نقطة، والدّبيثي، والضياء المقدسي، وهم من صغار شيوخه من حيث السند.

وقال ابن الساعي: كان ثقة من محاسن الدّنيا [٣] ، ووقف كتبه بالنظامية،


[١] انظر «العبر» (٥/ ١٨٠) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ١٣١- ١٣٤) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٥٦- ١٥٨) .
[٢] الصواب في اسمه «ذيل تاريخ بغداد» وقد طبع قسم منه في الهند.
[٣] في «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة: «كان شيخ وقته، وكان من محاسن الدنيا ... » .

<<  <  ج: ص:  >  >>