للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي: وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق كما بين القدم والفرق، وبلغ من تعظيم العدوية الأكراد له ما حدّثني الحسن بن أحمد الإربلي قال: قدم واعظ على هذا الشيخ حسن فوعظه فرقّ قلبه وبكى، وغشي عليه، فوثب الأكراد على الواعظ فذبحوه، فلما أفاق الشيخ رآه يخبط في دمه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: وإلا أيش هو [١] هذا الكلب حتى يبكي سيدنا الشيخ، فسكت حفظا لحرمة نفسه.

احتال عليه بدر الدّين لؤلؤ صاحب الموصل حتى حضر إليه، فحبسه وخنقه بوتر خوفا من الأكراد على بلاده أن يأمرهم بأمر فيخرّبون بلاد الموصل.

وختم الذهبي ترجمته بأن قال [٢] :

أمرد وقحبة وقهوة ... طريق أرباب الهوى

هذي طريق الجنّة ... فأين طريق النّار

وفيها إسماعيل بن علي الكوراني [٣] الزاهد. كان عابدا، قانتا، صادقا، أمّارا بالمعروف، نهّاء عن المنكر، ذا غلظة على الملوك ونصيحة لهم. روى عن أحمد بن محمد الطرسوسي الحلبي، وتوفي بدمشق في شعبان.

وفيها أبو المظفّر عبد المنعم بن محمد بن محمد بن أبي المضاء البعلبكي ثم الدمشقي [٤] . حدّث بحماة عن أبي القاسم بن عساكر، وتوفي في ذي الحجّة بحماة.


[١] لفظة «هو» سقطت من «آ» .
[٢] لا يستقيم وزن البيتين وكتاب الذهبي غير متوفر بين أيدينا للعودة إليه للتأكد منه.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٨٤) و «مرآة الجنان» (٤/ ١١٢) .
[٤] انظر «العبر» (٥/ ١٨٤) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٥٧) وفيه «ضياء» مكان «مضاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>