للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن أحمد القزّاز، وأجاز لسليمان بن حمزة الحاكم، وتوفي ليلة سادس عشر رجب.

وفيها أبو علي الشّلوبين عمر بن محمد بن عمر الأزدي الأندلسي الإشبيلي النحوي [١] ، أحد من انتهت إليه معرفة العربية في زمانه.

ولد سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وسمع من أبي بكر بن محمد بن خلف، وعبد الله بن زرقون، والكبار. وأجاز له السّلفي، وكان أسند من بقي بالمغرب. وكان في العربية بحرا لا يجارى وحبرا لا يبارى، قياما عليها واستبحارا فيها. تصدّر لإقراء النحو نحوا من ستين عاما، وصنّف التصانيف، وله حكايات في التغفّل. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان: كان فيه مع هذه الفضيلة غفلة وصورة بله في الصورة الظاهرة. توفي في أحد الرّبيعين، وقيل في صفر بإشبيلية.

والشّلوبين: بفتح الشين المعجمة واللّام، وسكون الواو، وكسر الباء الموحدة، وسكون المثناة التحتية ونون، هي بلغة الأندلس الأبيض الأشقر.

وفيها الملك المظفّر شهاب الدّين غازي بن العادل [٢] . كان فارسا شجاعا، وشهما مهيبا، وملكا جوادا. وكان صاحب ميّافارقين، وخلاط، وحصن منصور، وغير ذلك. حجّ من بغداد، ثم توفي في هذه السنة، وتملّك بعده ابنه الشهيد الملك الكامل ناصر الدّين.

وفيها ابن الدّوامي عزّ الكفاة، الصاحب أبو المعالي هبة الله بن الحسن بن هبة الله [٣] . كان أبوه وكيل الخليفة الناصر، وسمع هو من تجنّي


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٤٥١- ٤٥٢) و «العبر» (٥/ ١٨٦- ١٨٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٠٧- ٢٠٨) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٦٩) .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ١٨٧) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ١٨٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٣٠- ٢٣١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>