للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشهد عند محمود الزّنجاني [١] .

ثم إنه امتحن لقراءته شيئا من أحاديث الصفات بجامع القصر، فسعى به بعض المتجهمة، وحبس مديدة، وأسقطت عدالته، ثم أفرج عنه، وأعاد عدالته ابن مقبل، ثم أسقطت، ثم أعاد عدالته قاضي القضاة أبو صالح، فباشر ديوان الوكالة إلى آخر عمره.

توفي بكرة السبت ثالث عشري ربيع الآخر ودفن بباب حرب، وكان له جمع عظيم، وشدّ تابوته بالحبال، وأكثر العوام الصّياح في الجنازة: هذه غايات الصالحين. انتهى.

قال ابن السّاعي: ولم أر ممن كان على قاعدته فعل في جنازته مثل ذلك، فإنه كان كهلا يتصرف في أعمال السلطان، ويركب الخيل، ويحلّي فرسه بالفضة على عادة أعيان المتصرفين. انتهى.

وقال ابن رجب: حصل له ذلك ببركة السّنّة، فإن الإمام أحمد قال:

بيننا وبينهم [٢] الجنائز.

وفيها ابن الجمّيزي العلّامة بهاء الدّين أبو الحسن علي بن هبة الله ابن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي اللّخمي المصري الشافعي [٣] ، مسند الدّيار المصرية وخطيبها ومدرسها.

ولد بمصر يوم الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وحفظ القرآن سنة تسع وستين، ورحل به أبوه فسمّعه بدمشق من ابن عساكر، وببغداد من


[١] تصحفت نسبته في «آ» و «ط» إلى «الريحاني» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» وانظر «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٣٤٥) .
[٢] يعني أهل البدعة.
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢٠٣) و «سير أعلام النبلاء» (٢٣/ ٢٥٣- ٢٥٤) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧١) و «غاية النهاية في طبقات القراء» (١/ ٥٨٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>