للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاروت يعنعن فنّ [١] السّح ... ر إلى عينيك ويسنده

وإذا أغمضت [٢] اللّحظ فتك ... ت فكيف وأنت تجرّده

كم سهّل خدّك وجه رضا ... والحاجب منك يعقّده

ما أشرك فيك القلب فلم ... في نار الشّوق تخلّده

وفيها فخر القضاة نصر الله بن هبة الله بن بصاقة [٣] الحنفي الكاتب [٤] .

من شعره:

على ورد خدّيه وأسّ عذاره ... يليق بمن يهواه خلع عذاره

وأبذل جهدي في مداراة قلبه ... ولولا الهوى يقتادني لم أداره

أرى جنّة في خدّه غير أنني ... أرى جلّ ناري شبّ من جلّناره

سكرت بكأس من رحيق رضابه ... ولم أدر أنّ الموت عقبى خماره

وفيها علي بن أبي الفوارس الخيّاط المقرئ، عرف بالسير باريك [٥] . كان حاذقا بالخياطة، قيل: إن الأمير الأرنباي أحضره ليلة العيد وقد عرض عليه ثوب أطلس، فطلب صاحبه ثمنا كثيرا، فقال: أنا أخيّطه ولا أقطعه، ويلبسه الأمير. فإن رضي صاحبه بما يعطى وإلّا يعاد عليه، فقال:

افعل، ففعل ذلك، وجاء صاحبه وأصرّ على الثمن الغالي، فطواه وثقله وأعاده عليه، فلما رآه صحيحا رضي بما أعطي.


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «في» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «أغمدت» .
[٣] تحرفت «بصاقة» في «الجواهر المضية» طبع حيدرآباد إلى «رصافة» فتصحح.
[٤] انظر «الجواهر المضية» (٢/ ١٩٩) و «حسن المحاضرة» (١/ ٥٦٧) و «الأعلام» (٨/ ٣١) وانظر التعليق عليه لمؤلّفه العلّامة خير الدّين الزركلي طيّب الله ثراه.
[٥] لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر والمراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>