للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان أديبا، بارعا، فاضلا، مطلعا على أقسام كلام العالم، من النظم، والنثر، وراويا لوقائعها وحروبها وأيّامها.

قال ابن خلّكان: بلغني أنه كان يحفظ كتاب «الحماسة» تأليف أبي تمّام، و «ديوان المتنبي» و «سقط الزّند» وغير ذلك من الأشعار.

وتنقل في بلاد الأندلس، وطاف أكثرها، وألّف لصاحب إفريقية كتابا سمّاه «الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام» ابتدأه بقتل عمر بن الخطّاب، وختمه بخروج الوليد بن طريف الشّاري على هارون الرّشيد، وهو في مجلدين. وله كتاب «الحماسة» في مجلدين أيضا، ذكر فيه أشياء حسنة، منها قول المجنون:

تعلّقت [١] ليلى وهي غرّ صغيرة ... ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم يا ليت أنّنا ... إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

ومنها قول الوأواء الدمشقي:

وزائر راع كلّ النّاس منظره ... أحلى من الأمن عند الخائف الوجل

ألقى على اللّيل ليلا من ذوائبه ... فهابه الصّبح أن يبدو من الخجل

أراد بالهجر قتلي فاستجرت به ... فاستلّ بالوصل روحي من يدي أجلي

وصرت فيه أمير العاشقين وقد ... صارت ولاية أهل العشق من قبلي

ومنها قول علي بن عطية البلنسي الزقّاق:

مرتجة الأعطاف أمّا قوامها ... فلدن وأما ردفها فرداح

ألمّت فبات اللّيل من قصر بها ... يطير وما غير السّرور جناح


[١] في «آ» و «ط» : «علقت» والتصحيح «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>