للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشرف النّاس على الهلاك، وبقيت المراكب تمرّ في أزفة بغداد، وركب الخليفة في مركب، وابتهل النّاس إلى الله تعالى بالدّعاء.

وفيها تواترت الأخبار بوصول عساكر هلاكو إلى بلاد أذربيجان، قاصدة بلاد الشام، فوردت قصّاد الخليفة بأن يصطلح الملك الناصر مع الملك العزيز صاحب مصر، ويتفقا على قتال التتار، فأجاب إلى ذلك وعاد إلى الشام.

وفيها توفي ابن وثيق، شيخ القراء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأموي الإشبيلي [١] المجوّد الحاذق.

ولد سنة سبع وستين وخمسمائة، وذكر أنه قرأ القراءات السبع بغزّة وغيرها سنة خمس وتسعين على غير واحد من أصحاب أبي الحسن شريح، وأن أبا عبد الله ابن زرقون أجاز له، فروى عنه «التيسير» بالإجازة، وأقرأ بالموصل، والشام، ومصر. وكان عالي الإسناد. توفي بالإسكندرية في ربيع الآخر.

وفيها الأمير مجاهد الدّين إبراهيم بن أدنبا [٢] الذي بنى الخانقاه المجاهدية بدمشق، على الشرف، القبلي، وكان والي دمشق، عاقلا فاضلا.

ومن نظمه:

أشبهك الغصن في خصال ... القدّ واللّين والتّثنّي

لكن تجنّيك ما حكاه ... الغصن يجني وأنت تجني


[١] انظر «العبر» (٥/ ٢١٧) و «معرفة القراء الكبار» (٢/ ٦٥٥- ٦٥٦) و «غاية النهاية» (١/ ٢٤- ٢٥) .
[٢] كذا في «آ» و «ط» و «المنتخب» لابن شقدة (١٧٣/ ب) : «ابن أدنبا» وفي «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ١٦٩) : «ابن أرينا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>