للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّرّ، فوافق ركن الدّين على مراده عدّة أمراء. وكان الذي ضربه بالسيف فحلّ كتفه بكتوت الجوكندار المعزّي [١] ثم رماه بهادر المعزّيّ [١] بسهم قضى عليه، وذلك يوم سادس عشر ذي القعدة بقرب قطية [٢] وتسلطن ركن الدّين البندقداري الملك الظّاهر بيبرس.

وفي آخر السنة كرّت التتار على حلب، واندفع عسكرها بين أيديهم، فدخلوا إليها وأخرجوا من بها ووضعوا فيهم السّيف.

وفيها توفي ابن سني الدولة قاضي القضاة صدر الدّين أبو العبّاس أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن الدمشقي الشافعي [٣] .

ولد سنة تسعين وخمسمائة، وسمع من الخشوعي وجماعة، وتفقّه على أبيه قاضي القضاة شمس الدّين، وعلى فخر الدّين بن عساكر، وقلّ من نشأ مثله في صيانته وديانته واشتغاله، ناب عن أبيه، وولي وكالة بيت المال، ودرّس بالإقبالية وغيرها، ثم استقلّ بمنصب القضاء مدة، ثم عزل واستمر على تدريس الإقبالية والجاروخية، وقد درّس بالعادلية الكبيرة والناصرية، وهو أول من درّس بها، وخرّج له الحافظ الدّمياطي «معجما» .

قال الذهبي: وكان مشكور السيرة في القضاء، لين الجانب، حسن المداراة والاحتمال، رجع من عند هولاكو [٤] متمرضا فأدركه الموت ببعلبك في جمادى الآخرة، وله ثمان وستون سنة.


[١] في «آ» و «ط» : «المغربي» والتصحيح من «العبر» .
[٢] انظر «معجم البلدان» (٤/ ٣٧٨) .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢٤٤) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٧٥) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٤١) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٢٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ١٢٦) .
[٤] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .

<<  <  ج: ص:  >  >>