للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وببغداد من ابن منينا، وصنّف تفسيرا جيدا. وكان شيخ الجزيرة في زمانه، علما، وفضلا، وجلالة. قاله في «العبر» .

وقال ابن رجب: ولد برأس عين الخابور، وسمع بالبلدان المتعددة، وتفقه على الشيخ موفق الدّين، وحفظ كتابه «المقنع» وتفنّن في العلوم العقلية والنقلية، وعدّة الذّهبيّ من الحفّاظ، وولي مشيخة دار الحديث بالموصل، وكانت له حرمة وافرة عند صاحب الموصل وغيره من ملوك الجزيرة، وصنّف تفسيرا حسنا في أربع مجلدات ضخمة، سمّاه «رموز الكنّوز» وكتاب «مصرع الحسين» ألزمه بتصنيفه صاحب الموصل، فكتب فيه ما صحّ من المقتل دون غيره، وكان متمسكا بالسّنّة والآثار، وله نظم حسن، منه:

وكنت أظنّ في مصر بحارا ... إذا أنا جئتها أجد الورودا

فما ألفيتها إلّا سرابا ... فحينئذ تيمّمت الصّعيدا

وقال الذهبي: توفي بسنجار ليلة الجمعة ثاني عشر ربيع الآخر من هذه السنة.

وفيها عزّ الدّين أبو محمد وأبو القاسم وأبو الفرج، الحافظ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن شرف المقدسي [١] المحدّث الحنبلي.

ولد في ربيع الآخر سنة اثنتين وستمائة، وحضر على أبي حفص بن طبرزد. وسمع من الكندي وطبقته، وارتحل إلى بغداد، فسمع من الفتح بن عبد السلام وطائفة، ثم إلى مصر. وكتب الكثير، وعني بالحديث. وتفقه على الشيخ الموفق. وكان فاضلا، صالحا، ثقة، انتفع به جماعة، وحدّث.

توفي في نصف ذي الحجّة، ودفن بسفح قاسيون.


[١] انظر «ذيل مرآة الزّمان» (٢/ ٢١٨- ٢١٩) و «العبر» (٥/ ٢٦٥) و «الوافي بالوفيات» (١٨/ ٢٤٠) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٧٦- ٢٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>