للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد هو بدمشق سنة ست وثمانين وخمسمائة، وكان مفرط الذّكاء.

ورحل به أبوه، فسمع من ابن كليب «جزء ابن عرفة» ومن أبي المجد «المسند» كلّه. وله محفوظات كثيرة، وفضائل شهيرة، وحرمة وجلالة ولين جانب، يكرم من يعرف ومن لا يعرف. مات بحماة، ودفن بظاهرها في ثامن رمضان بتربة كان أعدّها له.

ومن شعره قوله:

سبى فؤادي فتّان الجمال إذا ... طلبت شبها له في النّاس لم أصب

قرأت خطّ عذاريه فأطمعني ... بواو عطف ووصل منه عن كثب

وأعربت لي نون الصّدغ معجمة ... بالحال عن نجح مقصودي وعن طلبي [١]

حتّى رنا فسبت قلبي لواحظه ... والسّيف أصدق إنباء من الكتب [٢]

لم أنس ليلة طافت بي عواطفه ... فزارني طيفه صدقا بلا كذب

حيّا بما شئت من ورد بوجنته ... نهبته بابتسامي وهو منتهبي

نشوان أسأل عن قلبي فينكره ... تيها ويسأل عنّي وهو أعرف بي

وكلّما قال ممن أنت قلت له ... ممّن إذا عشقوا جاءوك بالعجب

لا تسألوا حبّكم عن حبّه فله ... من الإضافة ما يغني عن السّبب

وراقبوا منه حالا غير حائلة ... عمّا عهدتم وقلبا غير منقلب

وفيها العماد بن الحرستاني أبو الفضائل عبد الكريم بن القاضي جمال الدّين عبد الصّمد بن محمد الأنصاري الدمشقي الشّافعي [٣] .


ص (٢٧٧) و «فوات الوفيات» (٢/ ٣٥٤- ٣٦٣) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢١٤- ٢١٥) .
[١] في «آ» و «ط» : «ومطلبي» وما أثبته من «الوافي بالوفيات» .
[٢] صدر بيت لأبي تمّام وهو في «ديوانه» وعجزه:
في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٢٦٨- ٢٦٩) و «السلوك» (١/ ٢/ ٥٢٣- ٥٢٤) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>