للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا عكس قول المنازي [١] :

وصاحب خلته خليلا ... وما جرى غدره ببالي

لم يحص إلّا القبيح حتّى [٢] ... كأنّه كاتب الشّمال

وفيها الملك الأشرف، مظفّر الدّين موسى بن المنصور إبراهيم بن المجاهد أسد الدّين شيركوه [٣] ، صاحب حمص.

ولد سنة سبع وعشرين وستمائة، وتملّك حمص سنة أربع وأربعين، فأخذت منه سنة ستّ. ثم تملّك [٤] الرّحبة. ثم سار إلى هولاكو [٥] فأكرمه وأعاد إليه حمص [٦] ، وولاه نيابة الشام مع كتبغا. فلما قلع الله التتار، راسل [٧] الملك المظفّر فأمّنه وأقرّه على حمص. فغسل هناته بيوم حمص وكسر التتار.

ونبل قدره. وكان ذا [٨] حزم ودهاء وشجاعة وعقل مقداما، شجاعا. كسر التتار وكانوا في ستة آلاف، وكان هو في ألف وخمسمائة، وقتل أكثر التتار، ولم ينج منهم إلّا القليل، ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد. وكان عفيفا، يحبّ العلم وأهله. توفي بحمص في صفر، فيقال سقي [٩] ، وتسلّم الظّاهر بلده وحواصله.


[١] هو أحمد بن يوسف السّليكي المنازي. تقدمت ترجمته في وفيات سنة (٤٣٧) من المجلد الخامس صفحة (١٧٣) .
[٢] في «الوافي بالوفيات» و «النجوم الزاهرة» : «مني» .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٨١) و «العبر» (٥/ ٢٧٠- ٢٧١) و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٤٣) .
و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٢١٧) .
[٤] في «آ» و «ط» : «ثم ملك» وأثبت لفظ «العبر» مصدر المؤلف.
[٥] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٦] في «ط» : «وأقرّه على حمص» .
[٧] في «ط» : «وأرسل» .
[٨] تحرفت في «العبر» طبع الكويت إلى «إذ» وصححت في «العبر» طبع بيروت ووهم محققه في التعليق عليها فقال: «في «ب» (ذا) » وكان الصواب أن يكتب «إذ» كما جاء في المطبوع منه في الكويت!.
[٩] يعني: السّمّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>