للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذهبي: عني بالحديث عناية كلّيّة، وكتب الكثير، وتعب وحصّل، وأسمع الحديث، وفيه دين وحسن عشرة. أقام بدمشق، ووقف كتبه وأجزاءه بالضّيائية.

وقال الدّمياطي في حقّه: الإمام الحافظ.

وسمع منه جماعة من الأكابر، منهم: الحافظ الدّمياطي، وابن الخبّاز.

وتوفي ليلة الأربعاء ثامن شهر رمضان بالمارستان الصغير بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون.

والمارستان الصغير بدمشق أقدم من المارستان النّوري. كان مكانه في قبلة مطهرة الجامع الأموي، وأول من عمره بيتا وخرّب رسوم المارستان منه أبو الفضل الإخنائي، ثم ملكه بعده أخوه البرهان الإخنائي، وهو تحت المئذنة [١] الغربية بالجامع الأموي من جهة الغرب، وينسب إلى أنه [من] عمارة معاوية أو ابنه.

وفيها العدل شرف الدّين علي بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن الإسكاف [٢] . كان من كبار أهل دمشق، وكان قد عاهد الله تعالى أنه مهما كسب يتصدق بثلثه. بنى رباطا بجبل قاسيون، وأوقف عليه وقفا [٣] كبيرا وشرط أن يقيم فيه عشرة شيوخ عمر كلّ شيخ منهم فوق الخمسين، ولكل واحد في الشهر عشرة دراهم. مات بدمشق ودفن برباطه.

وفيها الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي صاحب كتاب «التذكرة بأمور الآخرة» [٤]


[١] في «آ» و «ط» : «المأذنة» وهو خطأ والصواب ما أثبته.
[٢] لم أقف على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
[٣] في «آ» و «ط» : «وقف» .
[٤] اسمه الكامل: «التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» وهو مطبوع عدة طبعات، أفضلها التي صدرت عن مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة بعناية الدكتور أحمد حجازي السّقاء، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>