للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها كمال الدّين التّفليسي أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر [١] الشافعي أبو حفص [٢] .

ولد بتفليس سنة اثنتين وستمائة تقريبا، وتفقه، وبرع في المذهب والأصلين وغير ذلك، ودرّس وأفتى وأشغل، وجالس أبا عمرو بن الصّلاح.

وممن أخذ عنه الأصول الشيخ محيي الدّين النّووي. وولي القضاء بدمشق نيابة. وكان محمود السيرة، ولما تملّك التتار، جاءه التقليد من هولاكو [٣] بقضاء الشام، والجزيرة، والموصل، فباشره مدّة يسيرة، وأحسن إلى الناس بكل ممكن، وذبّ عن الرّعية. وكان نافذ الكلمة، عزيز المنزلة عند التتار، لا يخالفونه في شيء.

قال القطب اليونيني: فبالغ في الإحسان، وسعى في حقن الدماء، ولم يتدنس في تلك المدة بشيء من الدّنيا، مع فقره وكثرة عياله، ولا استصفى لنفسه مدرسة ولا استأثر بشيء. وكان مدرّس العادلية. وسار محيي الدّين بن الزّكي فجاء بالقضاء على [٤] الشام من جهة هولاكو [٣] وتوجه كمال الدّين إلى قضاء حلب وأعمالها. ولما عادت الدولة المصرية غضبوا عليه ونسبت له [٥] أشياء برّأه الله منها، وعصمه ممن أراد ضرره. وكان نهاية ما نالوا منه أنهم ألزموه بالسفر إلى الدّيار المصرية، فسافر وأفاد أهل مصر وأقام بالقاهرة مدّة يشغل الطلبة بعلوم عدة في غالب أوقاته، فوجد به الناس نفعا كثيرا، وتوفي بالقاهرة في ربيع الأول ودفن بسفح المقطّم.


[١] تكررت «ابن عمر» في «ط» وهو من خطأ النسخ والطباعة.
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٢٩٨- ٢٩٩) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٨٠) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٣٠٩- ٣١٠) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٣١٧- ٣١٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة» (٢/ ١٨٢- ١٨٣) .
[٣] في «ط» : «عن» .
[٤] في «آ» و «ط» : «هلاكو» .
[٥] في «ط» : «إليه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>