للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف، بالخطيب [١] ، أحد الأئمة الأعلام، وصاحب التآليف المنتشرة في الإسلام، وأشهرها «تاريخ بغداد» و «الكفاية في علم الرواية» ، و «شرف أصحاب الحديث» ، و «اقتضاء العلم العمل» ، وغير ذلك من المصنفات.

ولد في شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة في غزية بمنتصف الطريق بين الكوفة ومكة، ونشأ في بغداد، ورحل إلى البصرة، وأصبهان، وخراسان، والحجاز، والشام، والكوفة، والدينور، وغير ذلك من الأمصار، وشيوخه أكثر من أن يذكروا، منهم القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو الحسن المحاملي، وأبو عمر بن مهدي، وابن الصلت الأهوازي.

قال السّمعاني: كان إمام عصره بلا مدافعة، وحافظ وقته بلا منازعة، صنّف قريبا من مائة مصنّف صارت عمدة لأصحاب الحديث.

وقال الأمير ابن ماكولا: كان أحد الأعيان ممّن شاهدناه: معرفة، وحفظا، وإثباتا، وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننا في علله وأسانيده، وعلما بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره، قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله.

وقال ابن الأهدل: تصانيفه قريب من مائة مصنف في اللغة، وبرع فيها، ثم غلب عليه الحديث والتأريخ.

وقال أبو علي البرداني: لعلّ الخطيب لم ير مثل نفسه.

قال ابن عساكر: سمعت الحسين بن محمد يحدّث عن أبي الفضل بن خيرون أو غيره، أن الخطيب ذكر أنه لما حجّ شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث حاجات، أخذا بالحديث: «ماء زمزم لما شرب له» [٢] .

الحاجة الأولى: أن يحدّث بتاريخ بغداد بها [٣] .


[١] وهذه النسبة إلى الخطابة على المنابر.
[٢] وهو حديث صحيح (ع) .
[٣] لفظة «بها» سقطت من «طبقات الحفّاظ» للسيوطي صفحة (٣٢٥) بتحقيق الأستاذ علي محمد عمر، وانظر «تذكرة الحفّاظ» للذهبي (٣/ ١١٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>