للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوانه، وحيد الزّمان حقّا حقّا، وفريد العصر صدقا صدقا، الجامع لأنواع المحاسن والمعالي، [والمعافى] البريء عن جميع النقائص والمساوي، القارن بين خلّتي العلم والحلم، والحسب والنّسب، والعقل والفضل، والخلق والخلق، ذو الأخلاق الزّكية والأعمال المرضية، مع سلامة الصّدر والطبع، واللّطف والرّفق، وحسن النّيّة، وطيب الطّويّة، حتى إن كان المتعنّت ليطلب [١] له عيبا فيعوزه، إلى أن قال: وبكت عليه العيون بأسرها، وعمّ مصابه جميع الطوائف، وسائر الفرق، فأيّ دمع ما سجم، وأيّ أصل ما جذم، وأيّ ركن ما هدم، وأيّ فضل ما عدم؟ يا له من خطب ما أعظمه، [وأجل ما أقدره] ومصاب ما أفخمه [٢] .

وبالجملة فقد كان الشيخ أوحد العصر في أنواع الفضائل، [بل] هذا حكم مسلّم من جميع الطوائف. وكان مصابه أجلّ من أن تحيط به العبارة، فرحمه الله، ورضي عنه، وأسكنه بحبوحة جنّته، ونفعنا بمحبته، إنه جواد كريم. انتهى.

وفيها العماد الموصلي أبو الحسن علي بن يعقوب بن أبي زهران المقرئ الشافعي [٣] أحد من انتهت إليه رئاسة الإقراء. قرأ على ابن وثيق وغيره، وكان فصيحا مفوّها، وفقيها مناظرا. تكرر على «الوجيز» [٤] للغزّالي، وتوفي في صفر وله إحدى وستون سنة.

وفيها ابن أبي عصرون محيي الدّين أبو الخطّاب عمر بن محمد بن القاضي أبي سعد عبد الله بن محمد التّميميّ الدّمشقي الشافعي [٥] .


[١] في «آ» و «ط» : «يطلب» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلّف، وهو أصح.
[٢] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «ما أقحمه وأكبر ذكره» .
[٣] انظر «العبر» (٥/ ٣٣٩) و «مرآة الجنان» (٤/ ١٩٨) و «النجوم الزّاهرة» (٧/ ٣٦٠) .
[٤] كذا في «آ» و «ط» و «مرآة الجنان» : «الوجيز» وفي «العبر» بطبعتيه: «الوجيه» .
[٥] انظر «العبر» (٥/ ٣٣٩- ٣٤٠) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>