للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها ابن البارزي قاضي حماة، وابن قاضيها، وأبو قاضيها، الإمام نجم الدّين عبد الرّحيم بن إبراهيم ابن هبة الله الجهني الشّافعي [١] .

ولد بحماة سنة ثمان وستمائة، وسمع من موسى بن عبد القادر، وكان بصيرا بالفقه والأصول والكلام، له ديانة متينة وصدق وتواضع وشعر بديع.

منه:

إذا شمت من تلقاء أرضكم برقا ... فلا أضلعي تهدا ولا أدمعي ترقا

وإن ناح فوق البان ورق حمائم ... سحيرا فنوحي في الدّجى علّم الورقا

فرقّوا لقلب في ضرام غرامه ... حريق وأجفان بأدمعها غرقى

سميريّ من سعد خذا نحو أرضهم ... يمينا ولا تستبعدا نحوها الطّرقا

وعوجا على أفق توشّح شيحه ... بطيب الشّذا المسكي [٢] أكرم به أفقا

فإنّ به المغني الذي بترابه ... وذكراه يستشفى لقلبي ويسترقى

ومن دونه عرب يرون نفوس من ... يلوذ بمغناهم حلالا لهم طلقا

بأيديهم بيض بها الموت أحمر ... وسمر لدى هيجائهم تحمل الزّرقا

وقولا محبا للشآم [٣] غدا لقى ... لفرقة قلب بالحجاز غدا ملقى

تعلّقكم في عنفوان شبابه ... ولم يسل عن ذاك الغرام وقد أنقى

وكان يمنّي النّفس بالقرب فاغتدى ... بلا أمل إذ لا يؤمّل أن يبقى

عليكم سلام الله أمّا ودادكم ... فباق وأمّا البعد عنكم فما أبقى [٤]

توفي في تبوك في ذي القعدة، فحمل إلى المدينة المنوّرة.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٤٣) و «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٨٥) و «فوات الوفيات» (٢/ ٣٠٦- ٣٠٨) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٦٤) .
[٢] في «آ» و «ط» : «المكي» والتصحيح من «فوات الوفيات» .
[٣] في «فوات الوفيات» : «محبّ بالشآم» .
[٤] هذا البيت لم يرد في «فوات الوفيات» .

<<  <  ج: ص:  >  >>