للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصبه في أول سنة ثمانين، ثم إنهم أتقنوا قضيته فامتحن في رجب سنة اثنتين وثمانين، وأخرجوا عليه محضرا بنحو مائة ألف دينار، وتمّت له فصول، إلى أن خلّصه الله، ثم ولّوا مكانه القاضي بهاء الدّين ابن الزّكيّ، وانقطع هو بمنزله في بستانه إلى أن توفي في تاسع ربيع الآخر، ولما حضرته الوفاة جمع أهله وتوضأ وصلّى بهم، ثم قال: هلّلوا معي، وبقي يهلّل معهم [١] إلى أن توفي مع قول: لا إله إلّا الله. ذكره البرزالي.

وفيها ابن خلّكان قاضي بعلبك بهاء الدّين أبو عبد الله محمد بن [محمد بن] إبراهيم [٢] .

كان أسنّ من أخيه قاضي القضاة بخمس سنين، وسمع «الصحيح» من ابن مكرم، وأجاز له المؤيّد الطّوسي وطائفة، وكان حسن الأخلاق، رقيق القلب، سليم الصّدر، ذا دين وخير وتواضع. توفي في رجب.

وفيها الملك المنصور صاحب حماة ناصر الدّين محمد بن الملك المظفّر تقي الدّين محمود بن المنصور محمد بن [٣] تقي الدّين عمر بن شاهنشاه بن أيوب [٤] . تملّك بعد أبيه سنة اثنتين وأربعين وستمائة، وله عشر سنين رعاية لأمّه الصّاحبة ابنة الكامل. وكان لعّابا مصرّا على أمور، الله يسامحه. قاله في «العبر» .

وفيها ابن النّعمان القدوة الزّاهد أبو عبد الله محمد بن موسى بن النّعمان التّلمساني [٥] . قدم الإسكندرية شابا، فسمع بها من محمد بن


[١] في «ط» : «وبقي يهلّل بهم» .
[٢] انظر «العبر» (٥/ ٣٤٥) و «الوافي بالوفيات» (١/ ٢٠٣- ٢٠٤) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.
[٣] لفظة «ابن» سقطت من «آ» .
[٤] انظر «العبر» (٥/ ٣٤٥- ٣٤٦) و «السلوك» (١/ ٣/ ٧٢٥) .
[٥] انظر «العبر» (٥/ ٣٤٦) و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٠٠) و «النجوم الزاهرة» (٧/ ٣٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>