للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكي عن عمر بن الحسن قال: رأيت إبليس في النّوم على كركدن يقوده بأفعى، فقال لي: يا عمر بن الحسن! سلني حاجتك، فدفعت إليه رقعة كانت معي فوقّع فيها:

ألم ير العاصي وأصحابه ... ما فعل الله بأهل القرى

بلى ولكن ليس من سفلة ... إلّا إذا استعلى أذلّ الورى

فليت أني متّ فيما مضى ... ولم أعش حتّى أرى ما أرى

وكلّ ذي خفض وذي رفعة ... لا بدّ أن يعلو عليه الثّرى

ثم ضرب كركدنّه ومضى لسبيله.

وروي عن الشّافعي، رضي الله عنه، قال: رأيت بالمدينة أربع عجائب، جدّة عمرها إحدى وعشرون سنة [١] ورجلا فلّسه القاضي في مدين من النّوى، وشيخا كبيرا يدور على بيوت القيان يعلّمهنّ الغناء، فإذا حضرت الصّلاة صلّى قاعدا، ورجلا يكتب بالشّمال أسرع مما يكتب باليمين.

وفيها النّجيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد بن علي الهمذانيّ ثم المصريّ [٢] المحدّث أجاز له ابن طبرزد، وعفيفة، والكبار. وسمع من عبد القوي بن الحباب. وقرأ بنفسه على ابن باقا، ثم صار كاتبا في أواخر عمره، ومات في ذي القعدة.

وفيها شرف الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الخالق بن طرخان الأمويّ الإسكندرانيّ [٣] . أجاز له أبو الفخر أسعد [بن سعيد] بن روح.


[١] قلت: وذكر ذلك أيضا الإمام الرئيس المبارك بن الأثير الجزري. انظر «جامع الأصول» (١٢/ ٥٦) بتحقيقي وإشراف والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
[٢] انظر «نص مستدرك من كتاب العبر» ص (١٣- ١٤) و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٨٤) .
[٣] انظر «الوافي بالوفيات» (٣/ ٢١٩- ٢٢٠) وما بين الحاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>