للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن رجب: حدّث ببلاد كثيرة، بدمشق، ومصر، وبغداد، والموصل، وتدمر، والرّحبة، والحديثة، وزرع.

وتكاثرت عليه الطلبة من نحو الخمسين وستمائة، وازدحموا عليه بعد الثمانين، وروى عنه من الحفّاظ ما لا يحصى [١] ، منهم: ابن الحاجب، والزّكي المنذري، والرّشيد العطّار، والدّمياطي، وابن دقيق العيد، والحارثي، والشيخ تقي الدّين بن تيميّة. وبقيت طلبته وجماعته إلى نيّف وسبعين وسبعمائة، وهذه بركة عظيمة.

ومن شعره:

تكررت السّنون عليّ حتّى ... بليت وصرت من سقط المتاع

وقلّ النّفع عندي غير أني ... أعلّل بالرّواية والسّماع

فإن يك خالصا فله جزاء ... وإن يك مانعا فإلى ضياع

وله:

إليك اعتذاري من صلاتي قاعدا ... وعجزي عن سعي إلى الجمعات

وتركي صلاة الفرض في كلّ مسجد ... تجمّع فيه النّاس للصّلوات

فيا ربّ لا تمقت صلاتي ونجّني ... من النّار واصفح لي عن الهفوات

وتوفي- رحمه الله تعالى- ضحى يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الآخر، وصلّي عليه وقت الظهر بالجامع المظفّري، ودفن عند والده بسفح قاسيون، وكانت له جنازة مشهودة، شهدها القضاة والأمراء والأعيان، وخلق كثير.

وفيها ابن الزّملكاني الإمام المفتي علاء الدّين أبو الحسن [٢]


[١] في «ط» : «من لا يحصى» .
[٢] قوله: «أبو الحسن» سقط من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>