للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان فصيح العبارة. تولّى حسبة القاهرة والأحباس، ودرّس بها وبدمشق في الظّاهرية والقيمرية. وناب بالقاهرة، وبها مات.

ومن نظمه:

إن أومض البرق في ليل بذي سلم ... فإنّه ثغر سلمى لاح في الظّلم

وإن سرت نسمة في الكون عابقة ... فإنّها نسمة من ربّة الخيم

تنام عين التي أهوى وما علمت ... بأنّ عيني طول اللّيل لم تنم

لله عيش مضى في سفح كاظمة ... قد مرّ حلوا مرور الطّيف في الحلم

أيّام لا نكد فيها نشاهده ... ولّت بعين الرّضا منّي ولم تدم

وقال في دمشق:

إني أدلّ على دمشق وطيبها ... من حسن وصفي بالدّليل القاطع

جمعت جميع محاسن في غيرها ... والفرق بينهما بنفس الجامع

وفيها نجم الدّين أحمد بن محسّن- بفتح الحاء وكسر السين المهملة المشدّدة- ابن ملي- باللّام- الأنصاري البعلبكي الشّافعي [١] .

قال الإسنوي: ولد ببعلبك في رمضان سنة سبع عشرة وستمائة. وأخذ النّحو عن ابن الحاجب، والفقه عن ابن عبد السّلام، والحديث عن الزّكي البدري. وكان فاضلا في علوم أخرى، منها: الأصول، والطّبّ، والفلسفة.

ومن أذكى النّاس وأقدرهم على المناظرة وإفحام الخصوم. ودخل بغداد ومصر، إلى آخر الصّعيد، وحضر الدّرس، ببلدنا أسنا ومدرّسها بهاء الدّين القفطي، ثم استقرّ بأسوان مدّة يدرّس بها بالمدرسة البانياسية، ثم عاد منها إلى الشام. وكان متّهما في دينه بأمور كثيرة، منها الرّفض، والطّعن في الصّحابة.


[١] انظر «العبر» (٥/ ٣٩٤- ٣٩٥) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٤٦٢- ٤٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>