للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشّغل بالحكم. وله التصانيف المشهورة والعلوم المذكورة. برع في علوم كثيرة لا سيما في علم الحديث، فاق فيه على أقرانه وبرز على أهل زمانه. رحلت إليه الطلبة من الآفاق، ووقع على علمه وورعه وزهده الاتفاق.

وقال الإسنوي: له خطب بليغة مشهورة، أنشأها لمّا كان خطيبا بقوص، وله شعر بليغ، فمنه:

تمنّيت أنّ الشّيب عاجل لمّتي ... وقرّب منّي في صباي مزاره

لآخذ من عصر الشّباب نشاطه ... وآخذ من عصر المشيب وقاره

وله:

قالوا فلان عالم فاضل ... فأكرموه مثل ما يرتضي

فقلت لمّا لم يكن ذا تقى ... تعارض المانع والمقتضي

وله:

وأطيب شيء إذا ذقته ... رضاب الحبيب على ما يقال

وله:

أتعبت نفسك بين ذلّة كادح ... طلب الحياة وبين حرص مؤمّل

وأضعت نفسك لا خلاعة ماجن ... حصّلت فيه ولا وقار مبجّل

وتركت حظّ النّفس في الدّنيا وفي ال ... أخرى ورحت عن الجميع بمعزل

توفي- رحمه الله تعالى- في صفر بالقاهرة، ودفن بالقرافة.

وفيها المعمّر عبد الحميد بن أحمد بن خولان البنّا [١] .

أجاز له ابن أبي لقمة، وابن البنّ. وسمع أبا القاسم بن صصرى، والنّاصح، وابن الزّبيدي.

توفي بزملكا عن بضع وثمانين سنة.

وفيها المقرئ شمس الدّين محمد بن قايماز الطحّان الدمشقي [٢] .


[١] انظر «معجم الشيوخ» (١/ ٣٤٨- ٣٤٩) .
[٢] انظر «الإعلام بوفيات الأعلام» ص (٢٩٤) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>