للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي سعد بن علي بن المنصور بن محمد بن الحسين الشّيباني الآمدي ثم المصري الحنبلي [١] .

ولد بمصر ثالث عشر المحرم، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وسمع بمصر من ابن الجمّيزي [٢] ، وابن المقيّر. وبدمشق من جماعة، وبماردين من آخرين، ونشأ بماردين.

وكان والده الصّاحب شرف الدّين من العلماء الفضلاء. جمع «تاريخا» لمدينة آمد، وله نظم ونثر. وسمع الحديث ورواه، وكان محدّثا، فاضلا، متقنا.

توفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة.

وكان وزيرا للملك السعيد الأرتقي صاحب ماردين، وصار ابنه شمس الدّين هذا مع ابن الملك المظفّر بن السعيد نائبا للمملكة ومدبّرا لدولته إلى أن ذهب رسولا إلى الملك المنصور قلاوون صاحب مصر، فحبسه ست سنين، حتّى ولي ابنه الملك الأشرف فأخرجه وأنعم عليه، وولّاه نيابة دار العدل، فباشرها، وكان عالما، فاضلا، أديبا، متفننا، ذا معرفة بالحديث، والتاريخ، والسّير، والنّحو، واللّغة، وافر العقل، مليح العبارة، حسن الخطّ والنّظم والنثر، جميل الهيئة، له خبرة تامّة بسير الملوك المتقدمين ودولهم، لا تملّ مجالسته.

وذكر الذهبي أنه نسب إلى نقص في دينه، فالله تعالى أعلم.

قال ابن رجب: وسمع منه جماعة، منهم: الشيخ تقي الدّين بن تيميّة، والمزّي، والبرزالي، والذّهبي، وتوفي بمصر، سقط من فرس فكسرت أعضاؤه، وبقي أياما، ثم مات في جمادى الآخرة، رحمه الله تعالى.


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٥٢- ٣٥٣) .
[٢] تحرّفت في «آ» و «ط» إلى «الجهيري» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>