للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها الحافظ مفيد مصر شمس الدّين محمد بن عبد الرحمن بن سامة بن كوكب الطّائي السّوادي الحكمي- وحكمه [١] بالفتح قرية من قرى السّواد- الحنبلي [٢] الحافظ الزّاهد.

ولد في رجب سنة اثنتين وستين وستمائة، وسمع من أحمد بن أبي الخير، وابن أبي عمر، وغيرهم. ورحل سنة ثلاث وثمانين إلى مصر، وسمع بها من العزّ الحرّاني، وابن خطيب المزّة، وغيرهما. وبالإسكندرية من ابن طرخان وجماعة، وببغداد من ابن الطبّال وخلق، وبأصبهان، والبصرة، وحلب، وواسط. عني بهذا الفنّ، وحصّل الأصول. وكتب العالي والنّازل.

قال الحافظ عبد الكريم الحلبي: كان إماما، عالما، فاضلا، حسن القراءة، فصيحا، ضابطا، متقنا. قرأ الكثير، وسمع من صغره إلى حين وفاته.

وقال البرزالي: خالط الفقراء، وصارت له أوراد كثيرة، وتلاوة، واستوطن ديار مصر، وتزوّج وصارت له بها حظوة وشهرة بالحديث وقراءته، وكان معمور الأوقات بالطّاعات.

وقال الذهبي في «معجمه» [٣] : أحد الرحّالين، والحفّاظ، والمكثرين.

ودخل أصبهان طمعا أن يجد بها رواة فلم يلق شيوخا ولا طلبة، فرجع. وكان ثقة صحيح النّقل، عارفا بالأسماء. من أهل الدّين والعبادة.

وقال ابن رجب: سمع منه البرزالي، والذهبي، وعبد الكريم الحلبي، وذكروه في «معاجمهم» .

توفي يوم الثلاثاء رابع عشري [٤] ذي القعدة، ودفن بالقرافة بالقرب من الشّافعي.

وفيها- وجزم ابن حجر في «الدّرر الكامنة» أنه في التي قبلها-


[١] في «آ» و «ط» : «وحكم» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» مصدر المؤلف.
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (٤٣- ٤٤) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٥٥) .
[٣] انظر «معجم الشيوخ» (٢/ ٢٠٩) و «المعجم المختص بالمحدّثين» ص (١٠١- ١٠٢) .
[٤] في «ط» : «رابع عشر» وما جاء في «آ» موافق لما في «ذيل طبقات الحنابلة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>