للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بقوص في صفر، سنة سبع وخمسين وستمائة. وأخذ عن والده، وسمع الحديث، وحدّث، وناب في الحكم عن والده.

قال الإسنوي: كان فاضلا، ذكيا، علّق على «التعجيز» شرحا جيدا لم يكمله. وانقطع في القرافة مدّة.

وتوفي في شهر رمضان بمصر ودفن عند أبيه.

وفيها العلّامة شيخ الشيوخ صفي الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي ثم الهندي الشافعي [١] المتكلم على مذهب الأشعري.

مولده بالهند في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وتفقه على جدّه لأمه الذي توفي سنة ست وستمائة، وسار من دلّي [٢] سنة سبع وستين إلى اليمن، وحجّ وجاور ثلاثة أشهر، وجالس ابن سبعين. ثم قدم مصر فأقام بها أربع سنين، ثم سافر إلى بلاد الرّوم فأقام بها إحدى عشرة سنة بقونية وغيرها. وأخذ عن صاحب «التحصيل» ثم قدم دمشق سنة خمس وثمانين. وسمع من ابن البخاري وولي بها مشيخة الشيوخ، ودرّس بها بالظّاهرية الجوانية والأتابكية والرّواحية والدّولعية.

وانتصب للافتاء والإقراء في الأصول والمعقول والتصنيف والنظر. وأخذ عنه ابن المرحّل، وابن الوكيل، والفخر المصري، والكبار.

وكان ذا دين وتعبد وإيثار وخير وحسن اعتقاد. وكان يحفظ ربع القرآن.

قال السّبكي: كان من أعلم الناس بمذهب الشيخ أبي الحسن [٣] وأدراهم بأسراره، متضلعا بالأصلين.

وقال الاسنوي: كان فقيها، أصوليا، متكلّما، أديبا، متعبّدا.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (٨٣- ٨٤) و «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ١٦٢- ١٦٤) و «البداية والنهاية» (١٤/ ٧٤) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٥٣٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٩٦- ٢٩٨) .
[٢] قال الأستاذ محمد رشاد عبد المطلب رحمه الله في تعليقه على «ذيول العبر» ما نصه: هي لغة في دهلي أو دلهي عاصمة الهند الآن.
[٣] يعني الأشعري رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>