للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإسنوي: كان شافعيا، عالما، جليلا، شرح «الوسيط» في نحو ثمانية أجزاء، وشرح أيضا «التنبيه» شرحا لطيفا، وتولى قضاء المهجم [١] ومات بها.

وفيها صدر الدّين سليمان بن هلال بن شبل بن فلاح بن خطيب، القاضي العالم الزّاهد الورع أبو الرّبيع الهاشمي الجعفري، المعروف بخطيب داريّا [٢] .

ولد سنة اثنتين وأربعين وستمائة، وسمع الحديث، وتفقّه على الشيخين تاج الدّين الفزاري، ومحيي الدّين النّووي. وولي خطابة داريّا، وأعاد بالناصرية، وناب في الحكم مدة سنين، واستسقى الناس به سنة تسع عشرة فسقوا، وكان يذكر نسبه إلى جعفر الطّيّار بينهما ثلاثة عشر أبا، ثم إنه ولي خطابة جامع التّوبة، وترك نيابة الحكم.

قال الذهبي: كان يتزهّد في ثوبه وعمامته الصغيرة، ومأكله، وفيه تواضع وترك للرئاسة والتصنّع، وفراغ عن الرّعونات، وسماحة ومروءة، ورفق. وكان لا يدخل حمّاما [٣] . حدّث عن ابن أبي اليسر، والمقداد، وكان عارفا بالفقه، وله حكايات في مشيه إلى شاهد يؤدي عنه [٤] ، وإلى فقير، وربما نزل في طريق داريّا عن حمارته وحمل عليها حزم حطب لمسكينة، رحمه الله.

توفي في ذي القعدة ودفن بباب الصّغير عند شيخه تاج الدّين.

وفيها الشيخ المعمّر عبد الرحمن بن عبد الولي الصّحراوي سبط اليلداني [٥] .

سمع من جدّه كثيرا، ومن الرّشيد العراقي، وابن خطيب القرافة، وشيخ


[١] المهجم: من أهم مدن الجزء الشمالي من تهامة بوادي سردد. انظر «صفة جزيرة العرب» ص (٩٧) والتعليق عليه، و «طبقات فقهاء اليمن» ص (٣٢٤) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (١٤٢) و «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٤٠- ٤١) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٤٣- ٣٤٤) .
[٣] يعني كان لا يغتسل بحمّام من حمّامات السوق.
[٤] في «ذيول العبر» : «إلى شاهد يؤدي عنده» .
[٥] انظر «ذيول العبر» ص (١٣٩- ١٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>