للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«نور العيون» [١] وشرح قطعة من «كتاب الترمذي» إلى كتاب الصلاة في مجلدين، وصنّف في منع بيع أمهات الأولاد مجلدا ضخما يدلّ على علم كثير.

وذكره الذهبي في «معجمه المختص» : وقال أحد أئمة هذا الشأن، كتب بخطه المليح كثيرا، وخرّج، وصنّف، وصحّح وعلّل، وفرّع وأصّل، وقال الشعر البديع وكان حلو النادرة، حسن المحاضرة [٢] ، جالسته وسمعت قراءته وأجاز لي مروياته، عليه مآخذ في دينه وهديه، فالله يصلحه وإيانا.

وقال ابن كثير: اشتغل بالعلم فبرع وساد أقرانه في علوم شتى من الحديث، والفقه، والنحو، وعلم السير، والتاريخ، وغير ذلك، وقد جمع سيرة حسنة في مجلدين، وقد حرّر وحبّر وأجاد وأفاد، ولم يسلم من بعض الانتقاد، وله الشعر والنثر الفائق، وحسن التّصنيف، والتّرصيف، والتعبير، وجودة البديهة، وحسن الطويّة، والعقيدة السّلفية، والاقتداء للأحاديث النبوية.

وتذكر عنه شؤون أخر الله يتولاه فيها، ولم يكن بمصر في مجموعه مثله في حفظ الأسانيد، والمتون، والعلل، والفقه، والملح والأشعار، والحكايات.

وقال صاحب «البدر السافر» : وخالط أهل السّفه وشرّاب المدام، فوقع في الملام، ورشق بسهام الكلام، والناس معادن والقرين يكرم ويهين باعتبار المقارن.

قال: ولم يخلّف بعده في القاهرة ومصر من يقوم بفنونه مقامه، ولا من يبلغ في ذلك مرامه، أعقبه الله السلامة، في دار الإقامة.

وقال ابن ناصر الدّين [٣] : كان إماما، حافظا، عجيبا، مصنّفا، بارعا، شاعرا، أديبا. دخل عليه واحد من الإخوان يوم السبت حادي عشر شعبان، فقام لدخوله ثم سقط من قامته، فلقف ثلاث لقفات، ومات من ساعته، ودفن بالقرافة عند ابن أبي جمرة، رحمهما الله تعالى.


[١] في «آ» و «ط» : «نور العين» والصواب ما أثبته.
[٢] في «المعجم المختص» : «كيس المحاضرة» .
[٣] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٨٦/ ب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>