للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإسنوي: شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق.

ولد سنة ثلاث وخمسين وستمائة بالقاهرة قريبا من جامع الأزهر، ثم سافر بعد سنة مع أبويه إلى دمشق، لأن أباه كان تاجرا في الكتّان من مصر إلى الشام، فاستقرّ بها، وتفقه وقرأ الأصول على البرهان المراغي، والفقه على التّاج الفركاح، وأفتى ودرّس.

ثم انتقل إلى الدّيار المصرية، فتولى الحكم بالحكر. [ثم ولاه ابن دقيق العيد دمياط، وبلبيس، ثم النّيابة بمصر ثم القاهرة] . ثم ولاه ابن جماعة الغربية، ثم عزل نفسه وانقطع عن ابن جماعة وهجره بلا سبب، وتولى مشيخة حلقة الفقه بالجامع الحاكمي، وخطابة جامع الصّالح، ومشيخة الخانقاه الطّيبرسية بشاطئ النّيل، وتدريس المدرسة المنكدمرية للطائفة الشافعية.

ثم فوّض إليه في آخر عمره مشيخة الحديث بالقبة المنصورية.

وكان نافرا عن الناس، سيء الخلق، يطير الذّباب فيغضب. ومن تبسم عنده يطرد إن لم يضرب. وأفضى به ذلك إلى أنه في غالب عمره المتصل بالموت، كان مقيما في بيته وحده، لم يتزوج، ولم يتسرّ، ولم يقن رقيقا ولا مركوبا، ولا دارا ولا غلاما. ولم يعرف له تصنيف ولا تلميذ، ومع ذلك كان حسن المحاضرة [١] ، كثير الحكايات والأشعار، كريما. وكتب بخطه حواشي على «الروضة» [٢] وكان قليل الفتاوى.

توفي بمسكنه على شاطئ النّيل بجوار الخانقاه التي مشيختها [٣] بيده يوم الثلاثاء، الخامس عشر من شهر رمضان، ودفن بالقرافة.


٣٥٩) وما بين الحاصرتين استدركته منه و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٦٤- ٣٦٦) .
[١] في «طبقات الشافعية» لا لإسنوي: «حسن المناظرة» .
[٢] وهو للإمام النووي، وقد طبعه المكتب الإسلامي بدمشق، وتولى تحقيقه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله، بالاشتراك مع الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط، نفع الله تعالى به.
[٣] في «ط» : «مشيخته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>