وفيها عالم بغداد صفي الدّين عبد المؤمن بن الخطيب عبد الحق بن عبد الله بن علي بن مسعود بن شمائل البغدادي الحنبلي [١] الإمام الفرضي المتقن.
ولد في سابع عشري جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وستمائة ببغداد، وسمع بها الحديث من عبد الصّمد بن أبي الجيش، وابن الكسّار، وخلق.
وسمع بدمشق من الشّرف ابن عساكر وجماعة.
وبمكّة من الفخر التّوزري، وأجاز له ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وبنت مكّي وغيرهم من أهل الشام ومصر والعراق.
وتفقه على أبي طالب عبد الرحمن بن عمر البصري ولازمه حتّى برع، وأفتى، ومهر في علم الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، والمساحة. ونحو ذلك.
واشتغل في أول عمره بعد التفقه بالكتابة والأعمال الدّنيوية مدة ثم ترك ذلك، وأقبل على العلم فلازمه مطالعة وكتابة وتدريسا وتصنيفا وإشغالا وإفتاء إلى حين موته.
وصنّف في علوم كثيرة، فمن مصنّفاته «شرح المحرّر» في الفقه ست مجلدات، «شرح العمدة» مجلدان، «إدراك الغاية في اختصار الهداية» مجلد لطيف وشرحه في أربع مجلدات، «تلخيص المنقح في الجدل» ، «تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل»«اللّامع المغيث في علم المواريث» واختصر «تاريخ الطبري» في أربع مجلدات، واختصر «الرّد على الرافضي» للشيخ تقي الدين بن تيميّة في مجلدين لطيفين، واختصر «معجم البلدان» لياقوت. وله غير ذلك.
وخرّج لنفسه «معجما» لشيوخه بالسماع والإجازة نحوا من ثلاثمائة شيخ، وسمع منه خلق كثيرون.
[١] انظر «ذيول العبر» ص (٢٠٤) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٢٨) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٤١٨) .