للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في معرفة الرّجال وطبقاتهم. ومن نظر في كتابه «تهذيب الكمال» [١] علم محلّه من الحفظ، فما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه في معناه.

وكان ينطوي على سلامة باطن ودين وتواضع وفراغ عن الرئاسة وحسن سمت وقلّة كلام، وحسن احتمال.

وقد بالغ في الثناء عليه أبو حيّان، وابن سيّد الناس، وغيرهما من علماء العصر.

توفي في صفر، ودفن بمقابر الصّوفية غربيّ قبر صاحبه ابن تيميّة.

ومن تصانيفه «تهذيب الكمال» و «الأطراف» [٢] وغيرهما.


[١] يعدّ هذا الكتاب من أجود كتب التراجم التي خلّفها علماء المسلمين، ويعتبر من الكتب الرائدة في هذا الباب، وقد وضع أصله «الكمال في أسماء الرجال» الإمام الحافظ عبد الغني المقدسي المتوفى سنة (٦٠٠) هـ، وقام الإمام المزّي بتهذيبه وأضاف إليه فوائد كثيرة وسماه «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» وقد كتب الله عز وجل لكتاب المزّي هذا الشهرة والانتشار منذ عصر مؤلّفه، ولكنه بقي في عداد المخطوطات المحصور وجودها في المكتبات العامة ببعض البلاد الإسلامية، إلى أن تولت دار المأمون للتراث بدمشق إصداره مصورة لإحدى نسخه الخطية في ثلاث مجلدات كبيرة بطريقة الأوفست، تولى تقديمها للقراء الأستاذان الفاضلان عبد العزيز رباح وأحمد يوسف الدقاق.
ثم تصدت لإخراجه في طبعة علمية متقنة محققة مؤسسة الرسالة بيروت، فعهدت للأستاذ الدكتور بشار عواد معروف بتحقيقه، وإلى الأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط بتخريج أحاديثه والإشراف على طبعه، وقد صدر منه حتى الآن خمسة عشر مجلدا.
[٢] واسمه الكامل «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» ويعدّ هو الآخر من خيرة مصنّفات المسلمين في بابه، بيّن فيه مواقع الأحاديث في مصنّفات حديثية كثيرة من خلال الدلالة على أطرافها، فأجاد وأفاد، جزاه الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء. وقد طبع كتابه طبعة متقنة نافعة في الدار القيمة بمباي في الهند في أربعة عشر مجلدا بتحقيق الأستاذ الفاضل الشيخ عبد الصمد شرف الدّين، ثم أعاد المكتب الإسلامي ببيروت إصداره مصورا عن طبعة الهند عدة مرات.
وقام الحافظ ابن حجر العسقلاني بتصنيف كتاب سمّاه «النكت الظراف على الأطراف» وقد نشر في هامش «تحفة الأشراف» على يد الشيخ عبد الصمد شرف الدّين في الهند أيضا.
وقام الحافظ ولي الدّين ابن العراقي المتوفى سنة (٨٢٦) هـ بتعقب الحافظ المزّي بمصنف نافع سمّاه «الإطراف بأوهام الأطراف» وقد نشر نشرة سيئة في بيروت على يد الأستاذ كمال يوسف الحوت. وقد شرعت بتحقيقه تحقيقا يليق به معتمدا على نسختين خطيتين، وأسأل الله تعالى العون على الانتهاء منه قريبا ودفعه للطبع لكي يعم الانتفاع به.

<<  <  ج: ص:  >  >>