للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المالكي بدمشق، وثبت عليه أنه أكفر الشيخين، وقذف ابنتيهما، ونسب جبريل إلى الغلط في الرسالة، إلى غير ذلك، فحكم بزندقته، وبضرب عنقه، فضربت بسوق الخيل حادي عشر جمادى الأولى.

وفيها شهاب الدّين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد العزيز بن يوسف بن أبي العزّ بن نعمة، الإمام البارع المحقّق النحوي الشافعي المصري، المعروف بابن المرحّل [١] .

قال ابن شهبة: سمع من جماعة، واشتغل في العلم، ومهر في النحو، وقد انتهت إليه وإلى الشيخ أبي حيّان مشيخة النحو بالدّيار المصرية، وأخذ عنه جمال الدين بن هشام، وهو الذي نوّه باسمه وعرف بقدره وقال: إن الاسم في زمانه كان لأبي حيّان والانتفاع بابن المرحّل.

وقال ابن رافع: وخرّجت له «جزءا» من حديثه عن بعض شيوخه.

وتصدر بالجامع الحاكمي. وأشغل [٢] الناس بالعلم مدة وانتفع به جماعة.

وقال الإسنوي: كان فاضلا فقيها إماما في النحو، مدققا فيه، محققا عارفا باللغة، وعلم البيان والقراءات، وتصدّر بالجامع الحاكمي مدة طويلة، وانتفع به، وتخرّجت به الطلبة وصاروا أئمة فضلاء.

توفي في المحرم بالقاهرة وقد جاوز الستين.

وممن أخذ عنه الشيخ شمس الدّين بن الصائغ الحنفي ورثاه بقصيدة.

وفيها الحافظ أبو حامد محمد بن أيبك السروجي [٣] .

كان علامة ثقة متقنا، وممن عدّه من الحفّاظ ابن ناصر الدين قال في «بديعيّته» [٤] :


[١] ترجمة (ابن المرحل) في «طبقات الإسنوي» (٢/ ٤٦٥) ، و «طبقات ابن قاضي شهبة» (٣/ ٣٦- ٣٨) ، و «الدرر الكامنة» (٢/ ٤٠٦- ٤٠٨) .
[٢] في «وفيات ابن رافع» : «وشغل الناس» .
[٣] ترجمة (السروجي) في «ذيول العبر» (٢٣٨) و «النجوم الزاهرة» (١٠/ ١٠٨) و «الوافي بالوفيات» (٤/ ٢٢٥) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٥٨) .
[٤] «بديعة البيان» (الورقة ٢٦/ آ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>