للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر

وإنّ أحقّ النّاس إن كنت شاكرا ... بشكرك من يعطيك والعرض وافر

ومن شعره أيضا:

وما طلب المعيشة بالتّمنّي ... ولكن ألق دلوك في الدّلاء

تجيء بمثلها طورا وطورا ... تجيء بحمأة وقليل ماء

وكان موسرا مبخّلا [١] ، وعوتب في البخل فقال: لو أطعنا الفقراء في مالنا أصبحنا مثلهم.

وروي أنه عشّى سائلا لجوجا [٢] وقيده، فقيل له في ذلك، فقال: لئلا يؤذي المسلمين الليلة.

وقيل له: عند الموت: أبشر بالمغفرة، فقال: وأين الحياء مما كانت منه المغفرة، وتوفي عن خمس وثمانين سنة.

وفيها توفي محمود بن الرّبيع الأنصاريّ الخزرجيّ المدنيّ، الذي عقل مجّة مجهّا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من بئر في دارهم وله أربع سنين.

وفيها نافع بن جبير بن مطعم النّوفليّ المدنيّ، وكان هو وأخوه محمد من علماء قريش وأشرافهم، توفي قريبا من أخيه محمّد بن جبير.

وفيها توفي عبد الله بن محيريز الجمحيّ المكيّ نزيل بيت المقدس، وكان عابد الشام في زمانه.

قال رجاء بن حيوة: إن تفخر علينا أهل المدينة بعابدهم ابن عمر، فإنّا نفخر عليهم بعابدنا ابن محيريز، وإن كنت لأعدّ بقاءه أمانا لأهل الأرض.

وفي عاشر صفر مات الخليفة أبو أيّوب سليمان بن عبد الملك الأمويّ


[١] في المطبوع: «مبجّلا» وهو تصحيف.
[٢] في المطبوع: «لحوحا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>