للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفي يوم الجمعة سابع عشري رمضان ببغداد مطعونا، ودفن بمقبرة باب حرب.

وفيها أبو الخير سعيد ابن عبد الله الدّهلي [١] الحريري الحنبلي [٢] الحافظ المؤرخ، مولى الصّدر صلاح الدّين عبد الرحمن بن عمر الحريري.

سمع ببغداد من الدّقوقي وخلق، وبدمشق من زينب بنت الكمال وأمم، وبالقاهرة والإسكندرية وبلدان شتّى، وعني بالحديث وأكثر من السماع والشيوخ، وجمع تراجم كثيرة لأعيان أهل بغداد، وخرّج الكثير وكتب بخطّه الرديء كثيرا.

قال الذهبي: له رحلة [إلى مصر] [٣] ، وعمل جيد، وهمة في التاريخ، ويكثر المشايخ والأجزاء، وهو ذكي، صحيح الذهن، عارف بالرجال، حافظ. انتهى.

وفيها سراج الدّين أبو حفص عمر بن علي بن موسى بن الخليل البغدادي الأزجي البزار الفقيه الحنبلي [٤] . المحدّث.

ولد سنة ثمان وثمانين وستمائة تقريبا، وسمع من إسماعيل بن الطّبّال، وابن الدواليبي وجماعة، وعني بالحديث، وقرأ الكثير، ورحل إلى دمشق، فسمع بها صحيح البخاري على الحجّار بالحنبلية، وأخذ عن الشيخ تقي الدّين ابن تيميّة، وحج مرارا، ثم أقام بدمشق، وكان حسن القراءة ذا عبادة وتهجّد.

وصنّف كثيرا في الحديث وعلومه، ثم توجّه إلى الحجّ في هذه السنة فتوفي بمنزلة حاجر، قبل الوصول إلى الميقات، ومعه نحو خمسين نفسا بالطاعون، وذلك صبيحة يوم الثلاثاء حادي عشري ذي القعدة، ودفن بتلك المنزلة.


[١] في «آ» و «ط» : «الذهلي» وانظر مصادره.
[٢] ترجمته في «المعجم المختص» (١٠٤) و «ذيول العبر» (٢٧٧) و «وفيات ابن رافع» (٢/ ١١١- ١١٢) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٤٥) و «الدرر الكامنة» (٢/ ١٣٤- ١٣٥) .
[٣] بعدها في «المعجم المختص» : «وعمل جيد وتميّز في التاريخ وتكثير المشائخ والأجزاء ومعرفة الرجال» .
[٤] ترجمته في «المعجم المختص» (١٨٣) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٤٤- ٤٤٥) و «الدرر الكامنة» (٣/ ١٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>