للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبي جعفر بن الزّيّات، وكان منجمعا عن الناس، حضر يوما عند الشيخ تقي الدّين ابن السّبكي بعد إمساك تنكز بخمس سنين، فذكر إمساكه، فقال: وتنكز أمسك؟ فقيل له: نعم، وجاء بعده ثلاثة نواب أو أربعة، فقال: ما علمت بشيء من هذا.

وكان بارعا في النحو، مشاركا في الفضائل، تلا على الصائغ، وشرح «التسهيل» واختصر «تهذيب الكمال» وشرع في تفسير كبير.

مولده بعد التسعين وستمائة، ومات بعلّة الإسهال في ذي القعدة.

وفيها جمال الدّين أبو العبّاس أحمد بن علي بن محمد البابصري البغدادي [١] الحنبلي الفقيه الفرضي الأديب.

ولد سنة سبع وسبعمائة تقريبا [٢] ، وسمع الحديث على صفي الدّين بن عبد الحق، وعلي بن عبد الصّمد، وغيرهما.

وتفقه على الشيخ صفي الدّين ولازمه وعلى غيره، وبرع في الفرائض والحساب، وقرأ الأصول، والعربية، والعروض، والأدب، ونظم الشعر الحسن، وكتب بخطّه الحسن كثيرا، واشتهر بالاشتغال والفتيا ومعرفة المذهب، وأثنى عليه فضلاء الطوائف.

وكان صالحا، ديّنا، متواضعا، حسن الأخلاق، طارحا للتكلف.

قال ابن رجب: حضرت دروسه وأشغاله غير مرّة، وسمعت بقراءته الحديث.

وتوفي في طاعون سنة خمسين ببغداد بعد رجوعه من الحجّ.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن موسى بن خفاجا الصّفدي الشافعي [٣] ، شيخ صفد مع ابن الرّسّام.


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٤٥- ٤٤٦) .
[٢] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «تقديرا» .
[٣] انظر «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>